المناخ وتغيره ، وتدهور اوضاع البيئة، وتآكل المساحات الخضراء واحتراق الغابات لاسيما تلك اصابت رئة العالم والمتمثلة بغابات الأمازون، واستراليا، وارتفاع نسبة التلوث نتيجة الانبعاثات الكربونية والعوادم في كوكب الأرض، هواجس أرقت البشرية حتى أضحى العالم عاجز حتى لاحت بارقة الأمل من الإمارات تلك الدولة التي لا يعرف قادتها وشعبها المتوثب للانجازات كلمة مستحيل، فكان لها الكثير من المبادرات في مجال التصدي للتغير المناخي، ومواجهة الأزمات البيئية ليس فقط داخل الحدود الإماراتية، بل طالت اليد الخضراء للإمارات العالم بكل ارجائه، ونتيجة تلك الخطوات الإماراتية المثيرة للاعجاب والتي اتصفت بالانسانية، ونجاحها على الصعيد الداخلي في خفض الانبعاثات الكربونية وفقاً لاستراتيجية مناخية للحياد المناخي 2050، حتى أصبحت أول دولة في منطقة الخليج والشرق الأوسط تنجح في ذلك الخفض، وتحرز أكبر تقدم في التحول الى الطاقة النظيفة، كما أنها وضعت عائدات النفط في خدمة هذا الاتجاه لخلق اقتصاد غير قائم على النفط والغاز، ووفق التقارير الدولية فإنها تصنف دولة رائدة في هذا المجال، وهذا ما عزز استضافتها لكوب 28 في الخريف المقبل، وأتى تكليف الدكتور سلطان أحمد الجابر في رئاسته ليواكب كوب28 وهو صاحب الرؤية المستندة من توجيهات ورؤية رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد الاستشرافية، القائمة في إحدى جوانبها على الاستثمار في إقتصاد المعرفة، والطاقة النظيفة والبديلة، فأضحت الإمارات النموذج الذي يحتذى على الصعيد العالمي في مجال الاستثمار في الطاقة المتجددة عبر شركة “مصدر” والقطاع العام الإماراتي في شراكة قل نظيرها، فكانت استثماراتهما على مساحة العالم.
فالاهتمام الإماراتي بالبيئة ليس وليد اللحظة وإنما منذ عهد المؤسس المغفور له الشيخ زاد بن سلطان آل نهيان حيث حرص على حماية البيئة، وشكل نهج الراحل الشيخ زايد، حافزاً ومصدر إلهام لقيادة الإمارات وإحراز تقدم كبير في مجال حماية البيئة وتطوير، إضافة الى تنويع مصادر الاقتصاد الإماراتي على مدى الخمسين عاماً الأولى وقاعدة إنطلاق حول الخمسين الجديدة برؤية مستقبلية مرتكزة على التاريخ، ومحصنة بالمعرفة وامتلاك أدواتها التطويرية من أجل مستقبل الإمارات وشعبها.
وفي هذا الإطار أكدت الإمارات ان كوب 28 سيكون ملتقى لإيجاد حلول مستدامة للتغير المناخي مستندة الى الرؤية والتجربة الإماراتية ، وفي سياق تعزيز الدور المحوري للإمارات في الحياد المناخي حيث اطلقت الامارات الطريق الى كوب 28 واستضافت قيادات شبابية للإطلاع على رؤيتهم، كما احتضنت مبادرة “N7 initiative” التي تناولت الأمن الغذائي وتأثره نتيجة انحسار الاراضي الزراعية وندرة المياه في العالم بفعل التلوث والتغير المناخي، وفي إطار استمرار مواكبة الإمارات لقضايا المناخ والبيئة في الإمارات والعالم، وتعزيزاً لدور الإمارات الرائد الذي نجحت في استضافة وتنظيم المؤتمرات والفعاليات العالمية أعلنت الحكومة الإماراتية برئاسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، انه سيتم استضافة وتنظيم المؤتمر العالمي للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة في أبوظبي في عام 2025، وتم توكيل مهمة التنظيم إلى وزارة التغير المناخي والبيئة، بالتعاون والشراكة مع هيئة البيئة – أبو ظبي، وذلك من أجل إظهار جهود الإمارات ودورها المركزي في حماية البيئة والطبيعة، وتأكيد على ريادتها في مجال البيئة والتنوع البيولوجي، فالمؤتمر المرتقب يهدف الى تعزيز حماية البيئة ويعتبر الحدث العالمي الأهم في مجال الحفاظ على البيئة ومندرجاتها، حيث سيحضر المؤتمر ما يقارب 10 آلاف خبير في مجال البيئة والطاقة النظيفة من 160 دولة في العالم، وهذا ليس غريب على الإمارات حيث أنها بالأساس تختصر العالم فيها.
الامارات صاحبة مسيرة متميزة في تفعيل التنمية المستدامة، وهي التي اطلقت العديد من المبادرات في إطار التنمية المستدامة، والمحافظة على البيئة بما يعزز مكانتها في المنطقة والعالم دافعها الى ذلك حماية الأجيال الإماراتية القادمة بشكل خاص والأجيال الشابة في العالم، فالمطلع على حركة الإمارات في مجال التنمية المستدامة والبيئة يرى أن حركتها عالمية فالتنمية والحفاظ على البيئة هو نهج إماراتي مستدام على العالم الإقتداء به نظراً لتميزه، وشموله لكافة المجالات.