الكلمة الحرة بين الاعتقال والقتل

بقلم: ماريا معلوف

دخلت الحرب الدائرة في السودان منذ 13 شهر، بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان المدعوم من تنظيم الاخوان المسلمين وقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي دقلو فصلاً هو الاشد سوداوية حيث يتناول أصحاب الرأي والأقلام الحرة الرافضة لممارسات الجيش السوداني وتنكيله في الشعب السوداني خدمة لرعاته الاخوان المسلمين المنظرين الاوائل للخراب والتدمير ونشر الاقتتال الاهلي، فأصدر تنظيم القتل تعليماته بضرورة اسكات الاعلام السوداني المغرد خارج سربها المظلم، وفي هذا السياق اتى اعتقال الصحافي صديق دلاي لينضم بذلك إلى قائمة الصحافيين الذين تعرضوا للاعتقال خلال الحرب المستعرة، فقد كشفت نقابة الصحفايين في بيان رسمي عن اعتقال دلاي، بواسطة قوة من استخبارات الجيش، في مدينة الدمازين عاصمة إقليم النيل الأزرق الحدودي مع جنوب السودان وإثيوبيا، وفي هذا الإطار أشار نقيب الصحافيين السودانيين، عبد المنعم أبو إدريس، إلى أن “اعتقال دلاي جرى على خلفية مقال ندد فيه بحادثة مقتل أحد أقربائه في ولاية الجزيرة وسط السودان”، علما ان حزب المؤتمر السوداني كان قد أعلن عن مقتل رئيس فرعيته بمنطقة القرشي بولاية الجزيرة، صلاح الطيب، داخل معتقلات استخبارات الجيش.

وكشف أبو إدريس في تصريحات له ان “الصحافيين السودانيين كانوا من أوائل الفئات التي تضررت من الحرب التي أفقدت أكثر من 90 في المئة من الصحافيين وظائفهم، بسبب تعرُّض مؤسساتهم إلى التخريب والنهب والتدمير، كما أجبرت مئات منهم على النزوح الداخلي، بينما لجأ عشرات إلى عدد من الدول.

وكشفت البيانات الصادرة من نقابة الصحافيين في السودان عن تعرُّض أكثر من 390 صحفياً إلى اعتداءات مباشرة، كما تعرض 5 صحافيين وثلاث صحفيات إلى إصابات واعتداء جسدي، بينها حالة اعتداء جنسي، كما أشارت البيانات إلى 39 حالة اختطاف وتوقيف واحتجاز، تعرض لها صحافيون سودانيون، بينهم 5 صحفيات، بجانب 28 حالة إطلاق نار، طالت صحفيين، بينهم 10 صحفيات.

في وقت أشار منتدى الإعلام السوداني، إلى أن “العنف الممنهج والقتل والتدمير والمطاردة طال مئات الصحفيين والمؤسسات الصحفية والإعلامية خلال الحرب”.

ولعل من آخر فصول التهديدات والتعديات التي تعرض لها الصحافيين ما تلقته الصحافية سمر سليمان من تهديدات من قبل قيل انها من مجهولين وان كانوا معلومين ما عرّض حياتها إلى الخطر.

والجدير ذكره ان الانتهاكات والاعتداءات التي طالت الصحافيات والصحافيين في السودان لم تقف عند التهديد، بل وصلت إلى القتل، حيث لقي 6 من الصحافيين السودانيين حتفهم خلال الحرب، حيث أكدت نقابة الصحافيين مقتل الصحافيات سماهر عبد الشافع و حليمة إدريس والصحافيين عصام حسن مرجان و عصام الحاج و أحمد يوسف عربي وخالد بلل.

هذا وكانت النيابة العامة في السودان قد وضعت في نيسان (أبريل) الماضي، الصحافية صباح محمد الحسن والصحافي ماهر أبو الجوخ و شوقي عبد العزيز، ضمن لائحة اتهام صدرت ضد قادة سياسيين يتقدمهم رئيس الوزراء السباق عبد الله حمدوك، بتهم تصل عقوبتها إلى الإعدام.

فما يجري بحق الصحافيين في السودان يثبت يوم بعد آخر ان ثقافة الاخوان الاقصائية هي المسيطرة وأنهم يرزحون بين الاعتقال والقتل ، فإلى متى هذا الصمت عن تلك الممارسات من أجل اسكات الاصوات الحرة في الصحافة السودانية، فعلا هزلت ويا خسارة السودان، وكل التضامن مع الزملاء المعتقلين والرحمة لمن فقد حياته في سبيل الكلمة الحرة.

Related Posts