أي حكومة بعد انتخاب الرئيس جوزيف عون؟بقلم: ماريا معلوف

حُسم الأمر وانتُخب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية بعد 26 شهراً من الشغور الرئاسي، الذي سبّبه تعنّت فريق ما يُسمّى “الممانعة”، ما أدّى إلى تعطيل البلاد وتحويل لبنان إلى دولة فاشلة نتيجة تفاقم فساد المنظومة الحاكمة. هذه المنظومة أوغلت في الفساد تحت رعاية حزب الله وسلاحه غير الشرعي الذي تحوّل إلى أداة هيمنة وفائض قوة.

ومع إنجاز انتخاب العماد جوزيف عون برعاية عربية ودولية، ووسط دور مؤثّر للمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة ومباركة أعضاء اللجنة الخماسية، بدأ الحديث السياسي عن تكليف رئيس حكومة جديد لتشكيل حكومة العهد الجديد الأولى. يأتي ذلك وسط تداول احتمال إعادة تكليف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وهو ما يراه مراقبون بمثابة إحياء لمنظومة الفساد والمحاصصة. يعتبر هؤلاء أن القوى السياسية التي تسعى لتكليف ميقاتي مجدداً تهدف إلى تعطيل عهد الرئيس جوزيف عون، الذي أعلن في خطاب القسم أن أولوياته مكافحة الفساد والمحاصصة الطائفية وتطبيق المداورة في وظائف الفئة الأولى.

هذا الموقف الذي أعلنه الرئيس عون تسبب في إرباك المنظومة الفاسدة، لكنه ترك ارتياحاً لدى الشعب اللبناني وأملاً بدخول البلاد في مرحلة جديدة من الاستقرار، مدعوماً بدعم عربي ودولي لإصلاحات داخلية وخارجية. ومع ذلك، فإن إعادة طرح اسم الرئيس ميقاتي لرئاسة الحكومة قد يحبط تلك الآمال، وهو ما واجهته قوى المعارضة السيادية بطرح أسماء بديلة.

من بين الأسماء المطروحة، القاضي نواف سلام، الرئيس الحالي لمحكمة العدل الدولية، الذي أبلغ عدداً من النواب استعداده لتولي رئاسة الحكومة إذا استطاعت الكتل النيابية تأمين تسميته وتوحيد صفوف المعارضة. كذلك، أعلنت المعارضة عن ترشيح النائب فؤاد مخزومي، بعد أن رشّح رئيس حزب القوات اللبنانية، الدكتور سمير جعجع، كلاً من اللواء النائب أشرف ريفي والنائب فؤاد مخزومي. وبعد اجتماع لكتلة المعارضة، تم الاتفاق على ترشيح النائب مخزومي.

وهنا يُطرح السؤال المركزي: هل ستنجح المعارضة في إيصال رئيس حكومة يحقق تطلعات الرئيس والشعب اللبناني؟ وهل سيتمكن لبنان من العبور إلى دولة قوية متحررة من الهيمنة والسلاح غير الشرعي والدخول في مرحلة الاستقرار والاستقلالية؟

يرى مراقبون أن إعادة تكليف الرئيس ميقاتي سيشكل صدمة وخيبة أمل، في وقت يحتاج العهد الجديد إلى حكومة تواكب رؤية الرئيس جوزيف عون للإصلاح ولتوجّهات الدول المعنية بخروج لبنان من دوامة الأزمات التي أدخلته فيها المنظومة الفاسدة. وعليه، فإن استكمال التغيير في لبنان يتطلب حكومة برئيس جديد، يلتزم جدياً بإنجاز الإصلاحات وبناء دولة حديثة تعيد ثقة اللبنانيين والمجتمع الدولي على حد سواء.

Related Posts