بقلم د. عبدالعزيز طارقجي
كشفت صحيفة “ذا ناشيونال نيوز” في تقرير حديث عن تفاصيل اعتقال مهدي عقيل الهلباوي، وهو عضو بارز من عائلة لبنانية مرتبطة بحزب الله، في كولومبيا. يواجه الهلباوي اتهامات باستخدام عائدات أعماله التجارية لتمويل الجماعة المسلحة اللبنانية، وقد تم تصنيفه كداعم للإرهاب من قبل وزارة الخزانة الأمريكية.
تم اعتقال الهلباوي، البالغ من العمر 37 عامًا، في منزله بمدينة كوكوتا، الواقعة على الحدود مع فنزويلا، من قبل الشرطة الكولومبية بعد تحقيقات شاملة كشفت عن تورطه في عمليات غسيل الأموال والتهرب الجمركي لصالح حزب الله. يُعرف الهلباوي أيضًا بأسماء مستعارة مثل “الرئيس” و”جوناثان”، ويُتهم بتصدير الفحم النباتي عبر شركة وهمية للتهرب من الرسوم الجمركية واستخدام جزء من العائدات لتمويل حزب الله.
ويُعتقد أن حزب الله يمتلك وجودًا كبيرًا في أمريكا الجنوبية، حيث يشارك في أنشطة غير مشروعة مثل تهريب الكوكايين والمشاركة في الاقتصاد غير القانوني ضمن “منطقة الحدود الثلاثية” بين الأرجنتين والبرازيل وباراغواي.
بحسب الدكتور إيمانويل أوتولينغي، زميل بارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، يعد الهلباوي شخصية رئيسية في شبكة أعمال حزب الله في أمريكا اللاتينية، حيث “لعبت العشيرة دورًا مهمًا في نشاط حزب الله في المنطقة”.
وأوضح أوتولينغي أن “تصنيفات الولايات المتحدة ضد أفراد العائلة عززت من رغبة وكالات إنفاذ القانون والاستخبارات الكولومبية في اتخاذ إجراءات ضد الهلباوي.”
بالإضافة إلى مهدي، تم تصنيف سامر عقيل رضا كداعمة لحزب الله من قبل وزارة الخزانة الأمريكية، التي اتهمته بالضلوع في جرائم تتعلق بتهريب المخدرات وغسيل الأموال في عدة دول في أمريكا اللاتينية.
وتشير التقارير إلى أن الهلباوي استخدم شركته الوهمية، التي أُنشئت في عام 2015، لاستخراج وتصدير 2500 طن من الفحم بطريقة غير قانونية من ميناء كارتاخينا إلى دول مثل لبنان والكويت وعمان وحتى إسرائيل. وتُقدر النيابة العامة الكولومبية أن الهلباوي قام بغسيل حوالي 1.3 مليون دولار من خلال عمليات التجارة الخارجية.
وتؤكد وزارة الخزانة الأمريكية أن والد الهلباوي كان أيضًا متورطًا في تصدير الفحم من لبنان إلى كولومبيا، حيث يتم استخدام 80% من العائدات لتمويل حزب الله. وقد استخدمت العائلة الفحم لإخفاء الكوكايين، وهي طريقة وثقت على نطاق واسع حيث يساعد الفحم في تمويه الرائحة، مما يصعب على كلاب الكشف العثور على المخدرات.
من جانبها، حذرت أورورا أورتيغا، الأكاديمية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، من أن استخدام العائلة لشركات الفحم لتهريب الكوكايين لا يجب أن يُعتبر استنتاجًا تلقائيًا، لكنها أشارت إلى أهمية كولومبيا لحزب الله نظرًا لوضعها كأكبر منتج للكوكايين في العالم.
في الختام، يُظهر اعتقال مهدي عقيل الهلباوي مدى تأثير الجاليات اللبنانية الشيعية في أمريكا الجنوبية ودورها في دعم أنشطة حزب الله، ويُعد هذا الاعتقال خطوة مهمة في جهود مكافحة تمويل الإرهاب في المنطقة.