بقلم: د. عبد العزيز طارقجي
تجسد الإمارات الخير كنهج حياة منذ تأسيسها عام 1971 على يد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. تواصل الإمارات تقديم المساعدات الإنسانية بلا تمييز سياسي أو جغرافي، مركزة على الإنسان واحتياجاته. أسست لجنة تنسيق المساعدات الإنسانية الخارجية عام 2014، لتعزيز التعاون وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. الإمارات تقدم مساعدات للحد من الفقر وتعزيز السلام، مستفيدة من موقعها كمركز مالي وتجاري. عبر جهودها الإنسانية، نالت الإمارات احتراماً عالمياً لترسيخها قيم الخير والكرامة الإنسانية.
تصحيح لغوي:
الخير كلمة من عدة أحرف جسدتها الإمارات نهج حياة، دون أن تقف عند عرق أو دين أو لون. ومنذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في العام 1971، عملت الإمارات على ترسيخ نهج المساعدة الخيرية وإغاثة المنكوب، حتى عُرف الشيخ زايد بــ “زايد الخير”. واستمر حكام الإمارات وشيوخها على نهجه، وصولاً إلى الشيخ محمد بن زايد الذي أصبح رجل الإنسانية العالمي نتيجة لمبادراته.
المساعدات الإنسانية الإماراتية لا ترتبط بالتوجهات السياسية للدول المستفيدة منها، بل تركز على الجانب الإنساني، مثل الحد من الفقر والقضاء على الجوع. النهج الإماراتي قائم على الإنسان وتوفير مقومات الحياة الكريمة له، وبناء المشاريع التنموية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. هذه السياسة هي تجسيد لثقافة التسامح والتعايش التي تتبناها الإمارات.
هذه المنهجية والسياسة هي إرث متأصل في سياسة الإمارات، التي أرساها الشيخ زايد، إضافة إلى رؤية الإمارات 2021، التي عززت مكانتها على مستوى العالم. لتحقيق التوجهات الصادرة عن القيادة الإماراتية، تم تأسيس اللجنة الإماراتية لتنسيق المساعدات الإنسانية الخارجية في 2014، مما يعكس التزام الإمارات بتطبيق الأهداف الإنسانية وتعزيز مبدأ التعاون.
الهدف الأساسي من المساعدات الخارجية للإمارات هو الحد من الفقر وتعزيز السلام والازدهار، وتحفيز العلاقات الاقتصادية المتبادلة. تركز المساعدات على النساء والأطفال أثناء الكوارث وفي مناطق الصراع. أرسلت الإمارات مساعدات غذائية إلى أثيوبيا عقب الانهيارات الأرضية، وأكدت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي ريم الهاشمي التزام الإمارات بدعم الدول الشقيقة والصديقة في أوقات الأزمات.
الخير الإماراتي مستمر في إغاثة قطاع غزة عبر مبادرة “الفارس الشهم 3″، كما ساعدت مبادرة “الفارس الشهم 2” في إغاثة تركيا وسوريا بعد الزلزال. تستمر طائرات الإغاثة في إرسال المساعدات إلى أفغانستان والسودان والمغرب وليبيا وأوكرانيا. تصدرت الإمارات قائمة المانحين من حيث المساعدة الإنمائية الرسمية مقارنة بالدخل القومي الإجمالي، مؤكدة على قيمها العربية والإسلامية ودعمها للبشرية.
تقدم الإمارات مساعدات إنسانية لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة وحماية الكرامة الإنسانية، وتساهم في حالات الطوارئ الإنسانية من خلال العمل متعدد الأطراف والمساعدة المباشرة. أنشأت دبي المدينة الإنسانية الدولية لاستضافة المنظمات الإنسانية والشركات التجارية، لتصبح أكبر مركز للعمل الإنساني في العالم. تسعى الإمارات إلى زيادة جهودها في مجال الإغاثة الإنسانية ودعم المنظمات التنموية والخيرية المحلية، وتبذل جهودها لدعم أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030. حجم المساعدات الإماراتية المقدمة خلال الـ50 عاماً الماضية بلغ أكثر من 320 مليار درهم، ووصل عدد الدول المستفيدة إلى أكثر من 178 دولة.
بفضل هذا النهج الإنساني، نالت الإمارات احترام العالم، وترسخت مكانتها العالمية كعنوان للخير.