الإمارات: النموذج الرائد في الأمن السيبراني

بقلم: خليل القاضي

نجحت الإمارات، خلال العقدين الماضيين، في ترك بصمة متميزة ورائدة في مجالات التكنولوجيا الرقمية والأمن السيبراني. وكشف أحدث تقرير لشركة “إنترريجونال” للتحليلات والأبحاث الاستراتيجية أن حجم سوق الأمن السيبراني في الإمارات يُقدَّر بنحو 2.1 مليار درهم لعام 2024، مع توقعات بنموه إلى 3.9 مليار درهم بحلول عام 2029، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 12.72%.

هذا النمو يعكس التزام الحكومة الإماراتية بجميع مؤسساتها، إلى جانب التزام الشركات الخاصة بحماية أصولها الرقمية.

أهمية الأمن السيبراني

كشف التقرير أن الأمن السيبراني يشكل أولوية قصوى للاقتصاد الإماراتي، لأسباب استراتيجية تتعلق بالتطور التكنولوجي والأمن الوطني والاقتصاد الرقمي. تعتمد الإمارات بشكل كبير على البنية التحتية الرقمية في قطاعات حيوية مثل الطاقة، النقل، الاتصالات، والخدمات المالية.

تعزيز الثقة الرقمية

عملت الإمارات على تعزيز الثقة في البيئة الرقمية عبر حماية البيانات والأنظمة، مما ساهم في تعزيز ثقة المستثمرين والشركاء التجاريين والمواطنين. كما أسهم ذلك في جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.

التحولات في التهديدات الرقمية

وأشار التقرير إلى أن التهديدات الرقمية شهدت تحولات كبيرة بفعل التقدم التكنولوجي، ما جعل صناعة الأمن السيبراني قطاعاً سريع النمو. ومن بين هذه التحولات ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي، ما زاد من اهتمام الحكومات بتعزيز وجودها في هذا المجال.

تصنيف عالمي مرموق

صنّف “الاتحاد الدولي للاتصالات” الإمارات ضمن الفئة الأعلى عالمياً (النموذج الرائد) في مؤشر الأمن السيبراني العالمي لعام 2024. جاء هذا التصنيف نتيجة لبنية تحتية رقمية آمنة ومتطورة تعزز طموحات التحول الرقمي وموقع الإمارات كمركز عالمي للابتكار والتكنولوجيا.

رؤية استشرافية

أشاد الدكتور محمد حمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني، بهذا الإنجاز الذي اعتبره ثمرة الرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة والسياسات الحكيمة التي اتبعتها الدولة. وأكد أن الجهود المتضافرة من جميع الفرق العاملة في مجال الأمن السيبراني، سواء على المستوى الحكومي أو الخاص، هي أساس هذا التقدم.

مجلس الأمن السيبراني

يعمل مجلس الأمن السيبراني الإماراتي وفق آلية متكاملة تركز على تعزيز الحوكمة السيبرانية، بناء القدرات الوطنية، وتعزيز التعاون الدولي في تبادل المعلومات.

معايير التقييم

يعتبر مؤشر الأمن السيبراني العالمي مؤشراً شاملاً يقيس نضج الأمن السيبراني للدول الأعضاء في الأمم المتحدة، ويغطي خمسة محاور رئيسية:
1. التدابير القانونية.
2. التدابير التنظيمية.
3. تدابير التعاون.
4. تدابير بناء القدرات.
5. التدابير الفنية.

نتائج متميزة في الخدمات الرقمية

أعلنت هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية أن الإمارات حققت نتائج متميزة في تقرير الأمم المتحدة لمسح الحكومة الإلكترونية لعام 2024. كما تصدرت الإمارات مؤشر البنية التحتية للاتصالات بنسبة 100%، وتقدمت 34 درجة في مؤشر رأس المال البشري لتحتل المركز العاشر عالمياً.

ريادة رقمية شاملة

حققت الإمارات العلامة الكاملة (100%) في عدة مؤشرات، منها المعرفة الرقمية والمحتوى الرقمي، مما يعكس نجاحها في بناء إطار تنفيذي متكامل لخدماتها الرقمية.

الخلاصة

تثبت الإمارات، باعتراف دولي، أنها النموذج المثل للتحول الرقمي والريادة في الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني. تمتلك الدولة جميع مقومات النجاح، مما يجعلها مثالاً يحتذى به عالمياً.

Related Posts