بقلم: د. عبد العزيز طارقجي
باحث في الانتهاكات الدولية لحقوق الانسان
الإمارات دولة لا حدود لطموحها، فهي إحدى القوى الإقتصادية الصاعدة والأكثر استقراراً ليس في المنطقة وحسب وإنما في العالم، ما جعلها نتيجة ذلك إحدى الدول القائدة نحو اقتصاد المستقبل والمتمثل في إقتصاد المعرفة، والذي يعتمد على رأس المال الفكري، وهو ما أتقنت الإمارات العربية المتحدة الاستثمار فيه من خلال شبابها، حيث وجدت القيادة الإماراتية انالاستثمار في البشر هو اكثر الاستثمارات استدامةً و ربحاً، ما انعكس على تعزيز مكانتها إقليمياً وعالمياً.
الامارات أطلقت في العام 2017 مؤشر المعرفة العالمي برعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وذلك في إطار الشراكة الاستراتيجية بين مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، ويغطي هذا المؤشر 133 متغيراً ضمن القطاعات التي تعزز اقتصاد المعرفة والتنمية المستدامة.
وفي سياق متابعة التطورات المعرفية وتعزيز اقتصاد المعرفة ، ومواكبة لمؤتمر كوب 28 استضافت إمارة دبي “قمة المعرفة” في دورتها الثامنة تحت عنوان “مدن المعرفة والثورة الصناعية الخامسة”، وذلك في إطار سعي الإمارات العربية المتحدة في تحويل إقتصادها الى اقتصاد معرفي مؤثر في الاقليم والعالم.و
في هذا السياق أتى تبنيها لمشروع ينظر اليه المراقبين على انه مشروع ثوري ويتمثل بالربط بين المراكز الإنسانية في العالم، وهي التي الدولة التي أثبتت بالفعل والعمل انها دولة الانسانية من خلال المبادرات التي اطلقتها وشملت القارات الست.
وفي هذا الشأن أكدت وزيرة الدولة للتعاون الدولي ريم الهاشمي، في كلمة لها في “ملتقى للكوكب” وهو المؤتمر الأول للبلدان المستضيفة لمراكز إنسانية عالمية، من تنظيم المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، على هامش مؤتمر”كوب 28″، وذلك بهدف تعزيز الشراكة بين الدول المستضيفة للمراكز الإنسانية، والجهات الرائدة والملتزمة بتعزيز الجهود الإنسانية العالمية، وبحضور قادة العالم، على ضرورة تعزيز التعاون والتضامن على مستوى العالم، في كل ما من شأنه تفعيل العمل الإنساني، كما أشارت الوزيرة الهاشمي إلى الجهود الإماراتية والعالمية في إطار العمل على تجاوز التحديات التي تواجه الإنسانية.
من هنا اتى تنويه الوزيرة “الهاشمي” بتجربة المدينة العالمية للخدمات إضافة الى الدور المركزي والاساسي الذي يلعبه بنك البيانات اللوجستية للخدمات الإنسانية التابع للمدينة، من أجل ايصال الإغاثة بسرعة لمن يحتاجها وتوفير استدامتها، من هنا أتت مبادرة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، والمتمثلة بالربط مع شبكة من المراكز الشقيقة، ما سيؤدي إلى إنتاجية أعلى، وتعزز الجهوزية الإنسانية والاستجابة لحالات الطوارئ.
المبادرة الإماراتية تأتي في سياق مساعيها في توظيف التكنولوجيا والمعرفة في الإنسانية ورفع مستوى الحياة للبشرية ، وحفظ البيئة ما سينعكس بالتأكيد على الكوكب ويساعده على مواجهة التغير المناخي الذي يؤثر على كل شيء في كوكبنا، فهذا الربط الذكي ينم عن عقلية ثورية استشرافية تمضي نحو المستقبل بخطوات ثابتة وواثقة .
هنيئا للإمارات العربية المتحدة في إنجازاتها التي تخدم الإنسانية في العالم.
