أصوات الجالية المسلمة والعربية.. رهان الانتخابات الأمريكية

الدكتورة شيماء العماري

مع اقتراب موعد الانتخابات الامريكية، تشهد العاصمة واشنطن العديد من التوترات والانقسامات السياسية ، و لعبت الحرب على غزة دوار كبيرا  في تفاقم الوضع و تصاعد التوترات بين اروقة الأحزاب السياسية الأمريكية. وهو مما أدى إلى انقسام حاد وزلزال فتح هوّة  في الحزب الديمقراطي، بين اليسار التقليدي وأقصى اليسار ، بشكل غير مسبوق.

اما في الحزب الجمهوري، فقد شهدت فعاليات مؤتمر العمل السياسي المحافظ التقليدي (CPAC)،  تجمعا كبيرا حول الرئيس ترامب يوم السبت الماضي، أين أكد في خطابه انه لم يكن سيسمح باندلاع الحرب في غزة و اوكرانيا تحت اي ظرف في عهده، وأن “الأسوأ لم يأت بعد  ” في حالة فوز بايدن مرة أخرى بالانتخابات  – في إشارة منه  إلى حرب عالمية ثالثة – ستخسرها الولايات المتحدة.

وفي خضم هذه الانجذابات السياسية والسباق الانتخابي الحارق، الذي يدفع العالم  نحول منعطفات جيوسياسية دولية وإقليمية جارفة، يشكل صوت الجالية المسلمة والعربية هذه السنة رهانًا مهمًا في الانتخابات الأمريكية، حيث يعمل الحزبين على تسليط الضوء على اهمية الاصوات العربية والمسلمة ، ومدى اهميتها ودورها في المجتمع الأمريكي.

و تجدر الاشارة انه على الرغم من أن عدد المسلمين يقارب 3,7 مليون شخص وان العدد النسبي يبلغ حوالي 1% من عدد سكان الولايات المتحدة، الا أن تأثير الناخبين العرب والمسلمين اثبت وزنه المهم ودوره الفعال في المسار الانتخابي سابقاً، حيث  نذكر ان المسلمين والعرب الأمريكان ساهموا بشكل كبير في دعم جو بايدن ومقاطعة ترامب في الانتخابات السابقة، اثر قراره على حضر المسلمين ولكن الوضع الان يشهد تحولًا جذريا ودفع إلى مقاطعة بايدن بعد تدهور علاقته بالناخبين العرب والمسلمين اثر الحرب على غزة ودعمه اللامشروط لإسرائيل.

وجاء في استطلاع للرأي أجراه “المعهد العربي الأمريكي”، ان دعم بايدن بين الناخبين العرب الأمريكيين شهد انخفاضاً بنسبة نحو 42%، ليصل إلى 17% فقط، وهي المرة الأولى منذ 26 عاماً التي لا تعبر فيها الغالبية من العرب والمسلمين الأمريكان عن تفضيلهم للحزب الديمقراطي.

ولكن الحقيقة ان التركيز على الاسلاموفوبيا و أهمية الجالية العربية  و المسلمة ، ورقة  سياسة انتخابية لا غير يستغلها كلى الحزبين ولا ترتقي أبداً إلى درجة صانعي القرار -شأنها، شأن بقية الأقليات-.

ومن المؤكد أن الطريق لا يزال طويلاً لكي يكون للعرب وللمسلمين قوة ونفوذ في الولايات المتحدة.. فالجالية للأسف لا تنشغل بالسياسة الأمريكية إلا في موسم الانتخابات،كنوع من التصويت العقابي في كل مرة وردة فعل عشوائي، تجره العاطفة ولا يشده العقل.

لتبقى مشاركة العرب والمسلمين الأمريكان في العمل السياسي وتواجدهم في أماكن صنع القرار ضعيفة جدا، وبدون اي تواجد ثقيل وعمل سياسي منظم او لوبي مؤثر مثل عديد المجموعات ألأخرى في المجتمع الأمريكي كاليهود وغيرهم من المجموعات الذين يعملون بشكل سياسي ممنهج ولهم لوبي قوي وتأثير كبير و واضح.

Related Posts