إيران والإخوان المسلمين شركاء الخراب والدم في السودان

ماريا معلوف

يقال ما اجتمع اثنان بعلاقة مشبوهة إلا وكان الشيطان ثالثهما، مقولة تتجسد في التقاء ايران وجماعة الاخوان المسلمين غير ان ليس الشيطان كان ثالثهما فقط وإنما الخراب والموت والفتن ، واحالة الدول العامرة الى اطلال دول مفككة وفاشلة، هذا ليس تجني عليهما وإنما هذا ما ثبت بالوقائع عبر السنين، إلا انه قبل الخوض في الحلف التدميري وتبيان عمق العلاقة بين طهران وتنظيم الاخوان المسلمين واذرعته في السودان، دعونا نعود قليلاً بالتاريخ لسبر اغوار تلك العلاقة بين نظام الخميني وجماعة الإخوان، وهنا نستشهد بما كشفه القيادي السابق في تنظيم الإخوان المسلمين ثروت الخرباوي، في كتابه “أئمة الشر: الإخوان والشيعة أمة تلعب في الخفاء” الصادر في العام 2013، وفيه يكشف الخرباوي انه في تاريخ الإخوان القديم، كان هناك ورقة ظلّت مخفيّة لا يعرف أحد عنها شيئاً، و كانت مخبّأة في أحد دهاليز مقر الجماعة، لم يلتفت إليها أحد، أو يشعر بقيمتها التاريخية. وقد أذهله مضمونها حيث تكشف الورقة خبر زيارة للمقر العام للجماعة في “منطقة الدرب الأحمر” في القاهرة، ، قام بها السيد روح الله مصطفى الموسوي الخميني عام 1938، وتشير الورقة إلى أن ثمة لقاء خاصاً عقد بين المرشد الأول للجماعة حسن البنا والسيد روح الله مصطفى الخميني، ومن هذه الورقة الوثيقة التي كشف عنها الخرباوي نصل الى نتيجة ان العلاقة بين ايران وتنظيم الاخوان المسلمين، ناهيكم عن إيران هي التي تستضيف حتى الآن بعض قيادات التنظيم العالمي للإخوان المطلوبين في أكثر من دولة، وكي لا نغرق في تاريخ العلاقة السوداء وإن كانت الإشارة الى تاريخيتها يساعدنا في فهم العلاقة المميزة بين إخوان السودان وأذرعة الجماعة فيه ونظام الخميني وبعده الخامنئي، هي علاقة وثيقة كونها قائمة مع القيادة المركزية للإخوان، رغم التباينات التي طفت على السطح حين اغلق نظام عمر البشير المراكز الثقافية الإيرانية في السودان عام 2014 من أجل تجفيف الوجود الإيراني في السودان الذي نجح في التخفي في مفترق الطوائف الدينية والطرق الصوفية المنتشرة في السودان، فعلى الرغم من تلك الخطوة السودانية انبرت طهران للدفاع عن الإخوان على إثر بيان “هيئة كبار العلماء” في السعودية بأن “الإخوان المسلمين” جماعة إرهابية لا تمثّل منهج الإسلام، فالاهتمام الإيراني بالنظام الإسلامي في السودان يمتد إلى أكثر من كونه علاقة أيديولوجية ويتجاوزها إلى مشاركة نظام عمر البشير السابق المدعوم اخوانياً في دعم حركة “حماس”.

فطهران التي تعتبر وفق الاستراتيجية التي اتبعتها والتي تمثلت بالحضور في كل من سوريا واليمن ولبنان وفلسطين انها استطاعت محاصرة إسرائيل سعت من خلال علاقتها بالاخوان المسلمين في السودان الى فرض سيطرتها على القرن الأفريقي عبر التواجد في اليمن عبر الحوثي وفي السودان عبر الاخوان المسلمين، وان نجاحها في السودان سيعزز تطويقها للقرن الافريقي من جهة ولتطويق اسرائيل من جهة أخرى وحتى تطويق مصر ان من جهة الشرق عبر حماس وان من جهة الجنوب عبر دعم البرهان في حربه وتسليحه، مظهرة حرصاً وهمياً على السودان وجيشه وشعبه، فيما هدفها الحقيقي القرن الأفريقي، والبحر الأحمر وبحر العرب.

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن تنظيم الاخوان المسلمين واذرعه الإسلامية في السودان يرون ان إيران ستعيد أمجاد الفكرة الثورية الإسلامية، وأنها ستكون مكملة للدولة الدينية، لذا رفع انقلاب البشير الذي سُمّي بـ”ثورة الإنقاذ”، عبارة “أول حركة إسلامية تبلغ السلطة في العالم السنّي”، في محاولة للتشبه بما جرى في إيران، ففي حين كان الحري بالساسة السودانيين العبور بالسودان نحو المستقبل غرقت البلد في مستنقع الإخوان الدموي القائم على القتل والدم والخراب، فالإخوان ما دخلوا بلد الا وافسدوه على الصعيد الفردي والجماعي، والتجارب بادية للعيان من العراق وسوريا فاليمن ولبنان والآن فلسطين ، اما الإخوان فحدث ولا حرج، اما وقد التقيا في السودان فإننا بالتأكيد سنكون أمام كارثة قد لا يتم استيعابها لجهة التدمير والفتك، وان هذه الموجة التدميرية يجب العمل على تطويقها بأن لا يترك السودان لقمة سهلة للإخوان المسلمين ولإيران.

Related Posts