بقلم خليل القاضي
عزز صندوق الاستثمارات العامة في السعودية في السنوات الأخيرة حضوره في العديد من الاستثمارات العالمية، وذلك في إطار رؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، من أجل تعزيز وترسيخ مكانة المملكة العربية السعودية على كافة الأصعدة. وفي هذا الإطار، جاء افتتاح شركة “فُلك البحرية”، إحدى الشركات التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، للخط الملاحي الجديد الذي يربط الهند بالسعودية، في خطوة تتماشى مع “رؤية 2030” وفي سياق السعي إلى إنشاء مركز لوجستي في ميناء الدمام، وكذلك ميناء الملك عبدالله في جدة على البحر الأحمر، وترسيخ مكانة السعودية كمركز إقليمي ودولي لوجستياً وحلقة وصل بين الشرق الآسيوي والهند والعالم.
وفي هذا السياق، قال الرئيس التنفيذي لشركة “فُلك البحرية” بول هيستباك، إن الشركة تسعى لضبط التكاليف من خلال استخدام سفن حديثة تتميز بكفاءتها في استهلاك الوقود، مثل السفينة “إستيريوس” التي تشغلها الشركة حالياً، والسفينة الجديدة التي ستستلمها الشركة بعد أسبوعين. كما أن “فُلك” تتطلع إلى أن تكون أسعارها تنافسية مقارنةً بمعايير الجودة التي تقدمها، رغم التقلبات التي يشهدها قطاع الشحن البحري.
والجدير بالذكر أن شركة “فُلك البحرية” هي أول شركة سعودية تبدأ خطاً ملاحياً منتظماً يربط بين موانئ السعودية والهند والعراق عبر الخليج العربي، وهي واحدة من الشركات الرائدة في المنطقة كمشغل للخطوط الملاحية المنتظمة وسفن الروافد. على أن تبدأ الخدمة بدورة شاملة على مدار 14 يومًا، ثم يتم ترقيتها تدريجياً إلى رحلات أسبوعية. وستسهم الخدمة الجديدة في تعزيز مكانة الدمام كمركز لوجستي تنافسي، وذلك تماشياً مع أهداف رؤية 2030.
وفي سياق متصل، قال خبراء في النقل البحري إن المسار الجديد للخطوط الملاحية الإقليمية المنتظمة “خدمة الهند الخليج” سيربط موانئ الخليج العربي الرئيسية، بما في ذلك الدمام وأم قصر، واثنين من أكبر الموانئ التجارية في الهند، نافا شيفا وموندرا.
ويهدف كلا المسارين الجديدين للخطوط الملاحية الإقليمية المنتظمة إلى تعزيز العلاقات التجارية مع الهند، وتسهيل حركة نقل السلع الاستهلاكية والبتروكيماويات والسلع الأساسية الأخرى، ودعم الشراكة الاستراتيجية المتنامية بين السعودية والهند. كما ستساهم هذه الخدمة في تعزيز الربط الإقليمي والأسواق الدولية، مع التركيز على مسارات التجارة الآسيوية والأفريقية والأوروبية.
ويُعد ميناء الدمام من بين أكبر 10 موانئ في الشرق الأوسط، حيث يقوم بتسيير وإدارة 2.7 مليون حاوية نمطية سنوياً، ما يجعله لاعباً رئيسياً في سلاسل التوريد الإقليمية والعالمية.
وسيساهم الخط الملاحي الجديد في سد فجوة أساسية في سلسلة توريد الخدمات اللوجستية، ومن شأنه دعم مهمة “فُلك البحرية” المتمثلة في ربط الموانئ والصناعات والخطوط البحرية الرائدة في العالم.
هذه الخطوة تؤكد الرؤية الاستشرافية للأمير محمد بن سلمان ودور ومكانة السعودية الرائدة في رسم ملامح الاقتصاد العالمي.