بقلم: ماريا معلوف
تعيش الملاحة الدولية في البحر الأحمر عبر باب المندب منذ 19 تشرين الثاني 2023، على ايقاع أعمال القرصنة والهجمات التي تنفذها ميليشيا الحوثي تحت ذريعة وعنوان النصرة لغزة وللشعب الفلسطيني، فيما هي تنفذ في الحقيقة لمآرب أخرى تخدم الاجندة الإيرانية، حيث يرى العديد من المراقبين ان الهجمات الحوثية انما هي تفاوض بالنار مع الولايات المتحدة وبريطانيا من قبل إيران، وأمام تدحرج التهور الحوثي وتأثيره على حركة الملاحة الدولية رغم ان ميليشيا الحوثي تدعي انها تستهدف فقط السفن المتجهة الى الموانئ الاسرائيلية الا ان الهجمات اليمنية الحوثية عطلت عموم الملاحة الدولية عبر باب المندب، ورفع من كلفة الشحن وبوالص التأمين، الأمر الذي واشنطن الى تأسيس ما يعرف بـــحلف “حارس الإزدهار”، غير ان ذاك الحلف لم يتضمن في صفوفه اي دولة من الدول المطلة على البحر الأحمر، لكن واشنطن مضت به رغم النصائح السعودية والإماراتية بأن اي توتير في منطقة البحر الاحمر سيساهم في تعزيز اللااستقرار في المنطقة ولن ينتج حلول مستدامة ، وان الحل السحري المنشود يكمن في الاستماع الى الرأي الإماراتي والسعودي والقاضي بإعطاء الشعب الفلسطيني حقه في دولة ذات سيادة ضمن خط الرابع من حزيران 1967، وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة ، على أن يسبق ذلك وقف إطلاق نار فوري وإدخال المساعدات الانسانية والاغاثية الى قطاع غزة الذي أضحى يواجه كارثة انسانية ومجاعة إضافة الى الحرب وآثارها التدميرية، غير ان العقول الحامية في كل من واشنطن ولندن ذهبت الى التصعيد ونفذت هجمات على قواعد ومراكز ومعسكرات الحوثي من أجل القضاء على قدرات تلك الجماعة الارهابية في تنفيذ الهجمات على لسفن التجارية، ولكن للأسف الهجمات الحوثية استمرت ، ولكنفي تطور لافت في إطار توجيه الضربات للحوثي أعلن الجيش الأميركي عن توجيه ضربات استباقية لميليشيات الحوثي ادت الى تدمير 3 سفن مسيّرة وصاروخين كروز مضادين للسفن، كانت معدة للإطلاق في اتجاه البحر الأحمر من المناطق الخاضعة لجماعة الحوثي الارهابية التي هددت بأنها ستدخل غواصات إلى الخدمة من أجل تنفيذ هجماتها في البحر الأحمر، مما أثار مخاوف بشأن استهداف خطوط الإنترنت التي تمر عبره.
وفي سياق المؤازرة الأوروبية اعلنت وزارة الدفاع اليونانية إن الفرقاطة “هيدرا” غادرت إلى البحر الأحمر للمشاركة في مهمة حماية السفن التجارية من الهجمات الحوثية.
وهذه التطورات تشي ان المنطقة مقبلة على توسعة الحرب وتنامي حالة اللا استقرار ما بؤكد مدى صوابية الرؤية السعودية بضرورة اللجوء الى الحوار وحل المسألة من جذورها وعدم الاكتفاء بالتعاطي مع النتائج، وهذا ما أكده الأمير فيصل بن فرحان في تصريحاته الأخيرة والتي حمل فيها المجتمع الدولي المسؤولية الإنسانية لما يجري في قطاع غزة التي فقد أهلها مقومات الحياة الكريمة والآمنة .