اكتشفت القيادة الإماراتية بفضل ما تتمتع به من حكمة ورؤية استشرافية، ان المستقبل هو للإقتصاد القائم على المعرفة والتكنولوجيا، وذلك بعد عقود من اعتمادها والعالم على النفط ومشتقاته، وانه من الذكاء في مكان هو التوجه الى تنويع مصادر الإقتصاد، وهذا ما ذهبت إليه الإمارات في العقدين المنصرمين، فكانت المبادرات والإستثمارية حول العالم في مجالات التكنولوجيا والمعرفة، من أجل التحول الى اقتصاد غير معتمد على النفط ، وحققت الإمارات النجاح تلو الآخر في هذه المجالات، وأصبحت رائدة دول العالم في تلك المجالات.
وهنا يحضرني النجاحات التي تحققت للإمارات في مجال الإستثمار في الفضاء ، وها هي تفرض إيقاعها على مجال الذكاء الإصطناعي ، وفي هذا المجال استوقفتني مقالة سعادة سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة في وكالة بلومبيرغ الذي حمل عنوان “مستقبل الذكاء الاصطناعي تصيغه الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة”،حيث أكد في ثنايا المقال أن عصر الذكاء الاصطناعي قد وصل،وأن العالم أمام لحظة ستغير صورة العالم في كافة المجالات ، غير ان السفير العتيبة حذر من انفلات الفرصة من بين أصابع العالم،خصوصاً وأن الذكاء الاصطناعي هو تكنولوجيا تنتشر بسرعة لم يكن أحد يتصورها قبل عقد من الزمن.
هذا وأشار السفير العتيبة في مقالته إلى الصفقات والاتفاقات التجارية، التي تقوم بها الإمارات على صعيد القطاع العام الإماراتي والقطاع الخاص، وفي هذا السياق أتى الإعلان عن الصفقة الكبرى بين مايكروسوفت وشركة جي ٤٢ في أبوظبي، لاسيما وأن تلك الصفقة ستعمل على زيادة السرعة التي سيتم بها نشر الجيل القادم من الذكاء الاصطناعي لتحقيق الفوائد في جميع أنحاء العالم.
والجدير ذكره ان الإتفاقية الجديدة تتضمن استثمارا بقيمة 1.5 مليار دولار من شركة مايكروسوفت للبرمجيات الأميركية العملاقة في شقها المتخصص في الذكاء الاصطناعي مع شركة جي ٤٢ الرائدة في مجال التكنولوجيا والرقمنة.
ويرى المتخصصون في المجالات التقنية والتكنولوجيا ان الاتفاق بين العملاقين يمثل تتويجاً لشراكة استراتيجية، ستعزز حلول الذكاء الاصطناعي إقليمياً إضافة الى تطوير إمكانيات القوى العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي ناهيكم عن توسعة قدرات مراكز البيانات حول العالم.