الدور الإماراتي مستقبلا…كيف ترقبه الولايات المتحدة ؟


بقلم ماريا معلوف

يوما بعد يوم تتأكد مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة اقليميا ودوليا ويتأكد أنها عنصر فاعل في الحلول الممكنة لمنطقتنا التي لا تنتهي فيها الصراعات….اقول هذا الكلام تعليقا على الاتصال المطول الذي جرى خلال هذا الاسبوع بين وزير الخارجية والتعاون الدولي سمو الشيخ عبدالله بن زايد وبين وزير الخارجية الأمريكي في دلالة على التزام الولايات المتحدة بتوسيع وتعميق العلاقة مع الإمارات لما لها من دور في القدرة على النجاح في مختلف ملفات منطقتنا الملتهبة وحيث الأوضاع في القدس تتطلب كثيرا من الحراك الداعي لضبط النفس وهو الموقف الذي تتكرره دولة الإمارات على الدوام .

ليس هذا فقط فتحقيق الاستقرار في سوق الطاقة العالمي صار الحديث الأكثر تكرارا من الجانب الأمريكي ونحن نتذكر هنا أنه قبل ٥ أشهر أعلنت المبادرة الإماراتية الأمريكية الشاملة للاستثمار في الطاقة النظيفة وتعزيز الأهداف المناخية المشتركة وأمن الطاقة العالمي بميزانية تتجاوز ال١٠٠مليار دولار…

خلال السنوات القليلة الماضية اعترف الجميع بنجاح الإمارات في التأقلم مع المتغيرات السياسية التي شهدتها وتشهدها اليوم علاقات الدول في الشرق الأوسط وهي صاحبة الجوار الجغرافي مع دول تملؤها المشاكل مثل اليمن وإيران مما يجعل التجربة التنموية فيها تتطلب البعد عن النزاعات الإقليمية بعد بذل كل السبل في حلها بالمشاركة مع القوى الفاعلة وفي مقدمتها الولايات المتحدة.

لقد بدأ العام٢٠٢٣ والعالم يدفع ثمن تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وراينا جميعا سعي دولة الإمارات في كل المحافل لمعالجة القضايا وتخفيف الاحتقان بين دول استمرت الصراعات والحروب الأهلية فيها منذ بداية العقد الماضي واليوم تلوح في الأفق نتائج مبشرة لتلك السياسة الإماراتية التي تريد جوارا ينعم بالهدوء ومنطقة غير مضطربة وعالما سعيدا.
العلاقة بين الإمارات والولايات المتحدة ليست أمرا عابرا في هذه المرحلة فالولايات المتحدة تثني دوما على نجاح الإمارات في الاتفاق الإبراهيمي وعلى ما تمتلكه الإمارات من برامج طموحة لاستكشاف الفضاء خدمة للعالم كله وليس لدولة الإمارات وحدها .

منذ سنتين وهناك اتفاقية تعاون دفاعي بين الولايات المتحدة والإمارات تؤكد حجم الثقة وقوة العلاقة مما يؤكد أنه ورغم وجود العديد من الدول الكبرى تبقى الولايات المتحدة الشريك الذي ترى فيه دولة الإمارات الصديق الوفي والامثل في الأولويات الأمنية في منطقة لا تنقصها اية صراعات جديدة أو أحداث ملتهبة فوق المآسي التي تحيط بها منذ عقود.
اتصال وزير الخارجية الأمريكي مع نظيره الإماراتي يؤكد بما حمله من نقاشات حول ملفات معينة أن الإمارات شريك استراتيجي لا غنى عنه للولايات المتحدة حيث التحديات العالمية المقبلة تتطلب الجلوس من الدول الكبرى إلى طاولة حوار استراتيجي جديد لايغيب عنه ولو في صورة محدودة مبدأ(تعزيز التسامح)الذي تدعو إليه الإمارات على الدوام.

Related Posts