اجرت الاعلامية ماريا معلوف لقاء من برنامجها الاسبوعي الكابيتول مع الجنرال فريد احمدي قائد قوات العمليات الخاصة للجيش الافغاني، اليكم ابرز ما جاء من مواقف :
*الإنسحاب الأميركي من أفغانستان، أتى في سياق سياسة استراتيجية لواشنطن إضافة الى المجتمع الدولي، ولكن إذا أردت الحديث من منظور عسكري فإن المجتمع الدولي استثمر وعمل على بناء مؤسسات الدولة في كابل من جيش وقوات أمن ولكن الخطأ الكبير أن الحياة السياسية لم تواكب وفشلن القيادات السياسية ما أنعكس سلبا على الجيش الأفغاني، وعلينا أن نسجل انه لم يكن هناك التزام دولي كافي من أجل مكافحة الارهاب وبناء دولة ديمقراطية.
*شيء محزن ومؤسف أنه بعد 20 عاما من التضحيات عادت طالبان للحكم، ومعها أصبحت أفغانستان من جديد ملاذاً آمناً لـ 25 جماعة إرهابية كانت تقاتل مع طالبان، من بين 96 مجموعة إرهابية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك القاعدة وداعش، غير أن الملفت ان تلك الجماعات تتمركز وتستخدم القواعد العسكرية التي كانت لواشنطن وللناتو وحولتها مراكز تدريب للإرهابيين الدوليين.
*أقولها بصراحة الجيش الوطني الأفغاني تعرض للخيانة، أولاً وقبل كل شيء، من قبل رئيسهم، والقائد العام ودائرته الداخلية، هذا على المستوى الوطني، أما على مستوى الحلفاء فقد تخلى عنه الأميركيين والناتو وحلفائهم، ماجعل أفراده يشعرون باليأس ولا تنسوا أنه يتعرض لهجمات انتقامية وثأرية من طالبان.
*هجمات طالبان على أفراد الجيش دفعتهم للفرار الى الخارج وللأسف بعض التقارير التي تشير إلى أنه تم تجنيدهم من قبل أجهزة المخابرات وبعض الشركات الأمنية وشركات الأمن الخاصة صحيحة، وأكشف لك هم يقاتلون على طرفي حرب أوكرانيا
*عرض علي الإنضمام الى القتال في أوكرانيا ورفضت القتال خارج بلدي، ولكن العديد ذهب نتيجة فقدانهم الأمل في المستقبل بعد أن فقدوا وظائفهم وقد تم التخلي عنهم وخيانتهم من قبل قادتهم السياسيين وشركائهم الاستراتيجيين والناتو.
*أقولها للتاريخ الدول العربية وخاصة الإمارات عملت بشكل خاص مع قيادة الجيش والقوات الخاصة، وعندما كنت اتولى قيادة لواء العمليات الخاصة الثاني في غرب أفغانستان في هرات وشيندن كانت الإمارات شريكنا الاستراتيجي والموثوق وكذلك في كابول.
*الإمارات ساهمت في تدريب الجيش الوطني الأفغاني وقدمت وجهزتنا بالمعدات العسكرية، وللحقيقة كانت مساعدة الامارات لنا كبيرة جدا كما أنها لعبت دوراً إيجابياً في إطار قوات التحالف، وفي تدريب القادة والقوات الخاصة.
*الإمارات قدمت العديد من المساعدات الانسانية للشعب الأفغاني، ولكن حاليا لا أحد يعلم ماذا جرى في تلك المساعدات بعد سيطرت طالبان، حيث تقول المعلومات أن المساعدات توزعها طالبان على العائلات الموالية لها ومقاتليها فيما الشعب الأفغاني يعاني أزمة حقيقية.
*بالنسبة لإستثمارات السعودية في أفغانستان أقول بكل وضوح كانت الأمال معقودة مع صعود الأميرمحمد بن سلمان، و كان هناك توقعات كبيرة خصوصا وأن السعودية يمكنها التأثير بشكل ايجابي ليس فقط اقتصادياً وانما سياسياً ولكن للأسف طالبان في السلطة، ولا يستمعون للسعوديين ولا يستمعون إلى المجتمع الدولي.
*من يمكنه مواجهة طالبان سأقول لك إنها قوات المقاومة الوطنية بقيادة أحمد مسعود القيادي الطاجيكي الشاب، وهو نجل البطل القومي السابق أحمد شاه مسعود المحارب العظيم ضد السوفييت وطالبان، وبحسب تقارير استخباراتية، فإن طالبان تخسر حالياُ ما بين خمسة إلى تسعة مقاتلين يومياً بفعل المقاومة الوطنية، ولكن طالبان لديها قوة أكبر بسبب مليارات الدولارات من معدات الناتو وأسلحة وطائرات وبلاك هوك وما شابه. منصات ISR مثل PC 12 ، black hooks ، كل هذه المعدات الأمريكية استولت عليها طالبان.
*ليعلم العالم إن طالبان تستخدم المعدات التي تركها الناتو لقمع النساء وقتل جنود NTSF السابقين و خصومهم السياسيين، وهناك أكثر من 22000 من الشباب والسياسيين في سجون طالبان، هذه مأساة حيث لا يوجد اعلام ، ولا حرية تعبير ، ولا توجد وسائل إعلام في أفغانستان، ولا توجد مراقبة دولية، ولا مراقبين دوليين ، ولا لجنة حقوق الإنسان أو الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فنحن أمام عملية لذا فإن فصل عنصري
بين الجنسين ووضع مؤلم للغاية في أفغانستان.
*دعيني اقول لك ان القوى الإقليمية بما في ذلك إيران، والقوى العالمية بما في ذلك الولايات المتحدة، جميعهم يستخدمون ويتعاملون مع طالبان إما بشكل مباشر وعلني أو سري، ولم ننس ان طالبان تحدثت مع الولايات المتحدة في الدوحة لمدة عامين.
*إيديولوجية طالبان لم تتغير، ولا يوجد اي تغيير في سلوكها وسياستها، فهم لا يستمعون إلى المجتمع الدولي، ولم يطبقوا اتفاق الدوحة، إنما حافظوا على علاقاتهم مع القاعدة والجماعات الإرهابية
*قد تتعامل إيران مع طالبان كحليف وذلك على المدى القصير، حتى أنهم خلال العامين المنصرمين طوروا علاقتهما، وأقول لك استخدمت إيران بذكاء حركة طالبان ضد الأمريكيين لقتلهم وإجبار الولايات المتحدة على الخروج من أفغانستان، ولكن الصحيح أن هذه علاقة تكتيكية وعلاقة قصيرة الأمد، ولكن على المدى الاستراتيجي الطويل، لا يمكن أن تتحالف إيران مع طالبان في أي وقت في المستقبل، وسنشهد صداماً بينهما
*بالتأكيد هناك أمل بالمستقبل وهناك حل، ولكن طالبان هي العقبة الرئيسية أمام السلام والاستقرار كونها قوة متغطرسة جدا وتعتقد أنها هزمت أميركا، وهم لا يؤمنون بالحكومة الشاملة ولا يحترمون حقوق المجموعات العرقية الأخرى وهذا بالتأكيد سيؤدي الى هزيمتهم في النهاية
*نعم هناك قاسم مشترك بين طالبان و الإخوان فهما يتشاركان في نفس الأيديولوجية، وكذلك داعش وطالبان يشتركان في نفس الأيديولوجية.
*طالبان تحاول ان تكون شاملة كل أفغانستان على حساب باقي العرقيات ففي أفغانستان هناك أكثر من 30 مجموعة عرقية رئيسية، ولكن الاكبر هم أربع مجموعات رئيسية مثل الطاجيك الهزارة والبثور والأوزبك، أما حاليا فإن المجموعة المهيمنة هي طالبان، أي مجموعة عرقية واحدة فقط تحاول إخضاع الآخرين، وهذا سيفاقم التوترات والعنف بين المجموعات العرقية الأخرى. لذلك أرى مستقبل أفغانستان تحت حكم طالبان يقود إلى الحرب الأهلية
*على المجتمع الدولي العمل لمنع صراع العروش في أفغانستان ضد طالبان، وعليهم تجنب الجلوس إلى طاولة المفاوضات للذهاب إلى الانتخابات، كون الميليشيا الوحيدة هم مجموعة أمراء الحرب اي طالبان.
لمشاهدة الحلقة كاملة اضغط على الرابط التالي: