في مقال نشره إيفان ساشا شيهان في موقع Newsmax، حذر الكاتب من أن استغلال النظام الإيراني لسياسة أخذ الرهائن قد تحوّل إلى أداة ممنهجة لإخضاع الحكومات الأوروبية وتشويه المقاومة الإيرانية، مؤكدًا أن هذا النمط يعكس “تورطًا أوروبيًا مكلفًا في لعبة الابتزاز الإيرانية”.
وأشار شيهان إلى أن “احتجاز الرهائن ليس ظاهرة جديدة لدى النظام الإيراني”، بل بدأ ذلك “منذ نوفمبر 1979 عندما تم احتجاز الدبلوماسيين الأميركيين”، وظل هذا السلوك “عنصرًا أساسيًا في دبلوماسية النظام منذ ذلك الحين”.
وأوضح الكاتب أن “الاختطافات التي يشرف عليها أعلى سلطات النظام أثبتت فائدتها بالنسبة لطهران”، حيث تُستخدم “رهائن من الولايات المتحدة وأوروبا للحصول على تنازلات سياسية ومالية”. وأضاف أن “العديد من الحكومات الأوروبية استجابت لمطالب طهران، بشكل مباشر أو غير مباشر”، مما شجع النظام على المضي قدمًا في هذه السياسة و”جرأه على تنفيذ مؤامرات إرهابية على الأراضي الأوروبية”.
وتُعد فرنسا من أبرز الدول التي تكرر هذا النمط معها. فقد أشار المقال إلى أن “الحكومة الفرنسية كثيرًا ما تجد نفسها مضطرة للتفاوض مع طهران بشأن إطلاق سراح مواطنيها”، لكنّ هذه المفاوضات غالبًا ما تتبعها “هجمات تستهدف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، ورئيسته المنتخبة مريم رجوي، وكلاهما يتخذ من فرنسا مقرًا له”.
وفي مثال حديث، ذكر المقال أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن في 20 مارس 2025 عن إطلاق سراح المواطن الفرنسي أوليفييه غروندو، الذي كان معتقلًا في إيران منذ أكتوبر 2022، إلا أن ذلك تزامن مع حملة إعلامية خبيثة. فقد نُشر مقال في صحيفة Le Canard Enchaîné الفرنسية في 18 مارس، تضمّن “ادعاءات كاذبة ضد المقاومة الإيرانية“، وروّج “اتهامات لا أساس لها بخصوص سوء إدارة مالية”.
وذكّر الكاتب بأن “هذه الاتهامات سبق أن روجت لها وزارة مخابرات النظام الإيراني”، وتم التحقيق فيها في فرنسا “قبل عقد من الزمن، وأُنفق عليها ملايين اليوروهات من أموال دافعي الضرائب، إلا أن قاضيًا فرنسيًا رفض القضية معتبرًا إياها لا أساس لها من الصحة”.
كما نوه المقال إلى أن التوقيت لم يكن صدفة، فـ”قبل تسعة أشهر، وتحديدًا في 19 يونيو 2024، نفذت السلطات الفرنسية مداهمة على منشأة تابعة لـالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية شمال باريس”، وهي عملية وصفها الكاتب بأنها “تماشت مع مصالح طهران”، لكنها “لم تسفر عن شيء يُذكر”.
وأكد الكاتب أن “مسؤولي النظام الإيراني ألمحوا حتى إلى أنهم كانوا يتابعون العملية بشكل مباشر”، مما يدل على “الخوف العميق الذي تكنه طهران لأكثر معارضتها تنظيمًا”، أي منظمة مجاهدي خلق ووحدات الانتفاضة.
وحذر شيهان من أن “استغلال وسائل الإعلام والنظام القضائي الفرنسي لإرضاء النظام الإيراني”، لا يهدد فقط “استقلالية الصحافة والعدالة”، بل “يعزز رواية طهران التي تسعى لتجريد المعارضة من الشرعية”.
وشدد على أن “تاريخ التعامل مع الأنظمة الاستبدادية يبرهن أن سياسة الاسترضاء لا تجلب سلامًا مستدامًا”، بل تؤدي إلى “تشجيع القمع وانتهاك حقوق الإنسان”.
وفيما يخص الرهائن، قال: “تعامل الحكومات الأوروبية مع النظام كطرف طبيعي يعزز ابتزازه”، مؤكدًا أن “الاستسلام لهذا الابتزاز يضر بمصالح المواطنين الأوروبيين والمقاومة الإيرانية على حد سواء”.
وأنهى شيهان مقاله برسالة واضحة للغرب، قائلًا: “ما هو مطلوب هو موقف حازم ضد النظام الوحشي في إيران”، موقف “يراعي كرامة وسلامة الرهائن والمعارضين على السواء”.
وأضاف أن “المسؤولين في الولايات المتحدة وأوروبا يجب ألا يضحّوا بالقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان”، مشيرًا إلى أن “التصدي لسلوك طهران العدائي هو الاستراتيجية الوحيدة المجدية لمواجهة دبلوماسية الرهائن التي تنتهجها طهران”.
