بقلم: ماريا معلوف
عند الحديث عن التطور التكنولوجي والتقني وتشجيع المجتمع على الابتكار، تبرز التجربة الإماراتية فورًا إلى الأذهان. وفق الخبراء، تُعتبر تجربة الإمارات في هذا المجال مثيرة للإعجاب، فهي شهدت تطورًا هائلًا في الابتكار وتعزيزه، مما جعلها تتصدر الدول العربية في مؤشر الابتكار العالمي. يُعد الابتكار عنصرًا هامًا في رؤية الإمارات، المدرجة تحت شعار “متحدون في المعرفة”، في إطار تعزيز اقتصاد المعرفة الذي نجحت الإمارات في تكريسه عبر كفاءات إماراتية.
أطلقت الإمارات سياسات الابتكار التي تهدف إلى تعزيز وسيلة مستدامة للاستثمار في الطاقات البشرية، مما يحفز النشاط الاقتصادي بعيدًا عن الاعتماد على النفط. هذا يؤدي إلى تعزيز القدرات التنافسية العالمية للإمارات من خلال تحويل مفهوم الابتكار إلى عمل وثقافة مؤسسية فعّالة ومستدامة في حكومة الإمارات. نفذت الإمارات العديد من السياسات والبرامج في سياق بناء الاقتصاد المعرفي القائم على الابتكار والإبداع. من بين تلك السياسات، الاستراتيجية الوطنية للصناعات الثقافية والإبداعية التي أطلقتها الإمارات في عام 2021، بهدف النهوض بقطاع الصناعات الثقافية والإبداعية وتعزيز حجمه وإمكانياته.
تهدف الاستراتيجية الإماراتية إلى تعزيز مكانة الإمارات على خريطة الإبداع الثقافي العالمي ومؤشرات التنافسية العالمية في هذا المجال، لتكون الوجهة الجاذبة للمبدعين الثقافيين من مختلف أنحاء العالم. في هذا الإطار، ترأس ولي عهد أبوظبي الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، اجتماع مجلس إدارة “مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة”، حيث أُطلق ثلاثة مشاريع جديدة، وتم استعراض الإنجازات الرائدة والخطط الطموحة التي يتبناها المجلس لترسيخ مكانة الإمارات وإمارة أبوظبي في مشهد البحث والتطوير العلمي والتكنولوجي العالمي.
أكد الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان على أهمية مواصلة تنفيذ الخطط والمبادرات التي يطلقها مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة محليًا وعالميًا، والتي تهدف إلى إحراز نقلة نوعية في التطور التكنولوجي وإجراء الأبحاث في الإمارات في مجالات التقنيات المبتكرة وحلول الذكاء الاصطناعي المتطورة، لما لهم من دور في ترسيخ مكانة الإمارات كوجهة عالمية حاضنة للابتكار التكنولوجي والبحثي، ودعم الصناعات القائمة على التقنيات الحديثة في مختلف القطاعات الحيوية.
وأشار الشيخ خالد بن محمد بن زايد إلى أهمية “خريطة الإمارات للأبحاث” في تعزيز التعاون البحثي بين جميع المؤسسات المعنية على مستوى الإمارات، بالإضافة إلى دعم المواهب والكفاءات الإماراتية في مجالات الابتكار التكنولوجي. تهدف هذه الجهود إلى تحسين جودة حياة أفراد المجتمع الإماراتي من خلال الاستفادة من الابتكارات التكنولوجية في دعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة والمستدامة.
تواصل الإمارات جهودها لتنفيذ أهداف الاستراتيجية الوطنية للابتكار، التي يشرف عليها مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، من خلال تشكيل منظومة البحث والتطوير في أبوظبي، والتي تعزز مخرجات التعليم العالي والمسارات المهنية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، تماشيًا مع أهداف “مئوية الإمارات 2071”.
من الجدير بالذكر أن “خريطة الإمارات للأبحاث” التي أُطلقت في مايو 2024، تحولت بسرعة إلى مرجع رئيسي للمجتمع البحثي في الإمارات. منذ إطلاقها، استقطبت البوابة أكثر من 2,000 زائر خلال أول شهرين، وتضم الآن 30 جهة مشاركة وأكثر من 450 خبيرًا مسجلًا، بالإضافة إلى 10 جهات أخرى أبدت اهتمامها بالانضمام إلى البوابة.
بفضل رؤية قيادتها الرشيدة، تؤكد الإمارات أنها دولة الابتكار والتكنولوجيا. نجاح تجربتها جعلها تكرس وترسخ مكانتها العالمية في مجال الابتكار، حتى أصبحت الوجهة العالمية لكل الباحثين عن الابتكار.