الإمارات أنجزت المهمة بإقتدار وتؤسس للمستقبل

بقلم د. عبد العزيز طارقجي

اختتمت الإمارات مع افول العام 2023 عضويتها في مجلس الأمن الدولي، التي امتدت على مدى عامين تولت أبوظبي خلالهما رئاسة مجلس الأمن مرتين اتصفتا بالإنجاز، واتخاذ العديد  من القرارات الهامة على الصعيد الدولي والانساني، فقد أنجزت المهمة في مجلس الأمن بكل اقتدار ، حيث كرست الإمارات خلالها قوتها الناعمة المتمثلة بدبلوماسيتها التي تميزت بالمهنية العالية ، والقدرة على التعامل مع القضايا الشائكة التي العالم والإنسانية، وفي إطار الإشادة بالفريق الدبلوماسي الإماراتي التي قادته السفير لانا زكي نسيبة، قال مستشار رئيس الإمارات للشؤون الدبلوماسي الدكتور أنور قرقاش: “فخورون بأداء فريقنا الإماراتي وكفاءته، مبادراته وأفكاره المثمرة والتعامل مع بعض أصعب التحديات العالمية جعلته جسراً للتواصل وسط الانقسام الدولي، وخير ممثل للعرب وقضاياهم”.

والنجاح الإماراتي أستدعى تهنئة  من وفد الكويت العضو العربي في مجلس الأمن كممثل للمجموعة العربية، واصفاً عضوية الإمارات الأمارات بالناجحة جداً كما أشادت الكويت بإسهامات ابوظبي وفريقها الدبلوماسي الدائم في المتحدة.

من جهتها شكرت المجموعة العربية في الأمم المتحدة الإمارات على “دورها المهم في مناصرة القضايا العربية ومبادرتها الحاسمة خلال عضويتها بمجلس الأمن”، كما هنأت فلسطين أبوظبي على ما انجزته خلال عضويتها في مجلس وأنها مثلت القضايا العربية في أحد أكثر الأوقات صعوبة.

هذا في وقت شددت المجموعة العربية خلال جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة- عقدت لبحث قضية استخدام حق النقض (الفيتو) من قبل واشنطن في مجلس الأمن في 22 ديسمبر/ كانون الأول 2023 ضد تعديل اقترحته موسكو على مشروع قرار بشأن الوضع في غزة وإسرائيل- على ضرورة “الوقف الفوري لإطلاق النار هو السبيل الوحيد لإنهاء المعاناة في غزة”، كما جددت المجموعة على رفض التهجير القسري للفلسطينيين من أرضهم، وتلك المواقف هي ماسبق ورفعته  وصرحت به الامارات في  الجمعية العامة ومجلس الأمن، وفي مختلف المحافل الدولية، وهو ماسمعه أيضاً وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن حين التقى في أبوظبي الشيخ محمد بن زايد رئيس الإمارات في زيارته الأخيرة لمنطقة الشرق الأوسط والخليج،حيث ترى الإمارات أن الحل العادل للقضية الفلسطينية واستعادة الشعب الفلسطيني لكامل حقوقه هو الطريق الوحيد من أجل ترسيخ الإستقرار في المنطقة، كما وأدانت المجموعة العربية، التصريحات العنصرية لوزيري الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير والمال بتسلئيل سموتريتش بشأن تهجير الفلسطينيين.

وبالعودة الى عضوية الإمارات في مجلس الأمن وما انجزته ايضا خلال توليها رئاسته لا بد لنا الإشارة الى أنه خلال الرئاسة الثانية للإمارات للمجلس تم اعتماد 7 قرارات هامة لعل أبرزها ذلك القرار المتعلق بــــ “التسامح والسلام والأمن”، والذي اعتمده المجلس في جلسته التي عقدت في 14 يونيو 2023 بالإجماع، والذي أقر فيه للمرة الأولى بأن خطاب الكراهية والعنصرية والتطرف قد يؤدي لاندلاع النزاعات وتصعيدها وتكرارها، كما أعتمد مجلس الأمن خلال رئاسة الإمارات له 14 وثيقة ختامية، اشتملت على سبعة قرارات، وخمسة بيانات صحفية، وورقتي معلومات للصحافة، كما وجهت الإمارات خلال تلك الفترة انتباه أعضاء مجلس الأمن لعدة مسائل هامة تتعلق بصون السلم والأمن الدوليين.

وقالت السفيرة لانا زكي نسيبة، المندوبة الدائمة للإمارات لدى الأمم المتحدة أن بلادها حققت الكثير من خلال دورها في بناء جسور التعاون لنشر قيم التسامح والتعايش السلمي، كما رسخت الصلة بين المناخ والنزاع، إضافة الى عملها على تعزيز التعاون بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، وأضافت السفيرة نسيبة ان مجلس الأمن يواجه باستمرار قضايا غير عادية من التحديات المعقدة والمتعددة الأوجه، من الحروب والنزاعات الممتدة، ومراحل إعادة الإعمار بعد النزاعات التي طال أمدها، وصولاً إلى تأثير التحول النموذجي للتغير المناخي على الحياة وسبل العيش في جميع أنحاء العالم ، حيث أكدت السفيرة نسيبة ان الإمارات ستواصل تصديها لثقافة الكراهية، من هنا أتى القرار الذي يتصدى لخطاب الكراهية والعنصرية والتطرف بجميع أشكاله، تجسيداً للقيم الإنسانية والأخلاقية التي تمثلها الإمارات، من هنا نرى أن القرارات التي اتخذت اثناء رئاسة الإمارات لجلس الأمن ستشكل فرقاً جوهرياً في حياة الأشخاص المتضررين من النزاعات لاسيما المسلحة حول العالم، وتأكيد على ثقافة الحوار والدبلوماسية بصفتها قوة ناعمة تعزز السلام والتسامح.

إذا أختم بالقول ان المهمة انجزت بكل إقتدار، وأن فترة عضوية الإمارات كانت تاريخية تؤسس لمستقبل أكثر أمناُ وأماناً للعالم.

Related Posts