واشنطن توجه ضربات استباقية للحوثي لإستعادة استقرار الملاحة الدولية

بقلم محمد خير

في تطور عسكري يعكس إصرار الولايات المتحدة في وضع حد للهجمات الارهابية التي تنفذها ميليشيات الحوثي، أعلن الجيش الأميركي عن قيامه بتدمير 3 سفن مسيّرة إضافة الى صاروخين كروز مضادين للسفن، كانت جميعها معدة للإطلاق في إتجاه البحر الأحمر من المناطق الخاضعة لميليشيات الحوثي التي تمارس العربدة في باب المندب عبر شن الهجمات على السفن التجارية تحت ذريعة التضامن مع غزة.

هذا وفي سياق متصل ذكرت القيادة المركزية الأميركية في منشور على حسابها الخاص في منصة “إكس”، أنها دمرت طائرة مسيّرة فوق البحر الأحمر، كما أشارت القيادة في بيان لها ان جميع الاسلحة العائدة للحوثي تشكل تهديدا وشيكا للسفن التجارية ولسفن البحرية الأميركية بالمنطقة، من هنا تأتي الضربة الأخيرة لتشكل ضربة استباقية لشل القدرات العسكرية الحوثية والقضاء عليها، وبالتالي وضع حد لتلك الهجمات الارهابية التي تركت تأثيراً على الملاحة الدولية والشحن التجاري .

والضربة أتت كرد أميركي على الإشعارات التي ارسلها الحوثي لمسؤولي الشحن وشركات التأمين، وتقتضي بــ “حظر السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا من الإبحار في المياه القريبة من المنطقة”. كما انها جاءت بعد تهديد جماعة الحوثي بأنها ستدخل غواصات إلى الخدمة من أجل تنفيذ هجمات في البحر الأحمر، وهذا الأمر أثار مخاوف بشأن استهداف خطوط الإنترنت التي تمر عبر باب المندب والبحر الاحمر بإتجاه البحر الأبيض المتوسط وصولاً الى أوروبا.

هذا وفي سياق متصل أعلنت وزارة الدفاع اليونانية إن الفرقاطة “هيدرا” غادرت إلى البحر الأحمر للمشاركة في مهمة “حارس الإزدهار” من أجل حماية الملاحة البحرية الدولية و السفن التجارية من هجمات ميليشيات الحوثي، في وقت ذكر المتحدث باسم الحكومة اليونانية بافلوس ماريناكيس، أن مجلس الأمن اليوناني وافق على اقتراح وزير الدفاع نيكوس ديندياس بالمشاركة في مهمة الاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر تحت الاسم الرمزي “أسبيدس”، وهي كلمة يونانية معناها الدروع، والجدير ذكره ان مهمة الاتحاد الأوروبي مكلفة حماية السفن التجارية واعتراض الهجمات، دون المشاركة في الضربات ضد ميليشيات الحوثي التي تنفذها الولايات المتحدة وبريطانيا، في إطار القضاء على خطر جماعة الحوثي المصنفة إرهابية والتي تشكل خطراً على المنطقة واستقرارها وليس على باب المندب والملاحة عبر البحر الأحمر.

فالهجمات الأخيرة تؤكد إصرار الولايات المتحدة على فرض الأمن في المنطقة والقضاء على أي تهديد يمكن تواجهه الملاحة البحرية الدولية، من قبل ميليشيات الحوثي الإرهابية، وان تلك الجماعة لا يمكن التعامل معها الا بلغة الحسم العسكري كونها تشكل  تهديد على الأمن والسلام الدوليين، خصوصاً ان البحر الأحمر يعتبر منطقة مهمة جداً على كافة الصعد فهو يعتبر واحداً من أهم المناطق البحرية بالنسبة إلى التجارة العالمية، وتبحر عبره مابين 12 إلى 15 في المئة من مجمل حركة النقل البحرية العالمية.

هذا وسبق للرئيس الأميركي جو بايدن ان اعلن ان الضربات هي رد مباشر على الهجمات الحوثية في البحر الأحمر، كون أن تلك “الهجمات عرّضت العاملين في القوات الأميركية والبحارة المدنيين وشركاءنا للخطر، كما عرضت التجارة وحرية الملاحة للخطر”. إذا فإن توالي الضربات الأميركية تأتي في سياق استراتيجية واشنطن في استعادة استقرار المنطقة عموماً والملاحة البحرية الدولية في البحر الأحمر.

Related Posts