القمة العالمية للحكومات ٢٠٢٤ : انتم أين والامارات اين ؟ 

بقلم : ماريا معلوف

قيل في الإنسان، وتحسب أنك جرم صغير …. وفيك انطوى العالم الأكبر، حيث ان تلك الأبيات تلخص أهمية الإنسان حيث انه يختزل الكون من جهة التركيبة المادية، ناهيكم عن القيم الإنسانية، وهذا ما تجسد بالفعل في الإمارات كدولة حيث أنها تحضن وبكل تجانس وتناغم البشرية بمختلف جنسياتها، وفي الوقت نفسه تجسد من خلال أداء قيادتها المتمثلة بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات القيم الإنسانية في أبهى تجلياتها، فالإمارات التي اولت الإنسان أهمية قصوى لا تنفك عن احتضان وإطلاق المبادرات التي توفر الرخاء والاستقرار للإنسان ليس فوق ترابها وإنما حيثما وجد

ولا أتحدث هنا عن شعر وابيات وإنما عن أفعال فها هي تستضيف دبي دانة العالم أعمال القمة العالمية للحكومات 2024 تحت شعار “استشراف حكومات المستقبل”، وذلك بمشاركة أكثر من 25 رئيس دولة وحكومة وعنها قال وزير شؤون مجلس الوزراء الاماراتي محمد بن عبدالله القرقاوي رئيس القمة العالمية للحكومات 2024، أن القمة تنطلق من رؤية سديدة للقيادة الإماراتية الرشيدة ، وتركز على الفرص والمساحات الشاسعة من التطور والنمو، وهي تساهم في ترتيب اولويات الحكومات في العالم ، وأضاف القرقاوي ان البشرية تعيش في أفضل حقبة لجهة الرفاه  والصحة  والأمن، وفي عالم يتراجع فيه الفقر بشكل مستمر حيث تناقص عدد الدول الفقيرة كثيراً خلال العقدين المنصرمين، ونجحت حكومته وبالتعاون مع حكومات العالم في تقليص معدلات الفقر بمعدل 50 في المئة في أكثر من 25 دولة.

هذا والقمة العالمية للحكومات 2024 تستشرف الفرص والتحديات المستقبلية وأبرز التحديات التي يواجهها العالم في العديد من القضايا الملحة التي تقض مضجع البشرية، وتناقش القمة السبل التي تؤدي إلى رؤى مشتركة للارتقاء بالعمل الحكومي وتوثيق التعاون بين حكومات العالم، وتبادل الخبرات، هذا وتجمع القمة العالمية للحكومات2024، 120 وفداً حكومياً، وأكثر من 85 منظمة دولية وإقليمية ومؤسسة عالمية، إضافة إلى بوتقة من قادة الفكر والخبراء العالميين، ناهيكم عن حضور أكثر من 4000 مشارك من العالم، كما أنها تستضيف نخبة متميزة من علماء العالم الحائزين على جائزة نوبل في مختلف التخصصات العلمية، لتكون بذلك منصة عالمية لأصحاب العقول وصناع القرار والمؤثرين، كما ستطلق القمة العالمية للحكومات 25 تقريراً استراتيجياً بالتعاون مع شركاء المعرفة من مراكز الفكر والمؤسسات الأكاديمية والبحثية بهدف دراسة التوجهات العالمية في مختلف القطاعات وتقديم استراتيجيات حكومية قابلة للتنفيذ.

كما تشهد القمة العالمية للحكومات حضور عدد من رؤساء الدول من بينهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وبول كاغامي، رئيس جمهورية رواندا، و ناريندرا مودي رئيس وزراء جمهورية الهند ورئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ورئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني، ومسرور بارزاني، رئيس وزراء إقليم كردستان العراق، ومانويل ماريرو كروز، رئيس الوزراء الكوبي الذي عقد لقاء على هامش اعمال القمة مع الدكتور سلطان الجابر رئيس كوب 28 بحث خلاله تنفيذ”توافق الإمارات”، وسبل التعاون بين الإمارات وكوبا على صعيد المشاريع المتعلقة بالطاقة البديلة.

 كما ستتضمن القمة عقد جلسات عمل لعل أهمها “مستقبل الصناعات الإبداعية.. كيف يمكن للحكومات تنمية المواهب”، و “من سيقود مستقبل الذكاء الاصطناعي؟، وجلسة “بناء حضارات الغد.. هل هي قابلة للصمود”؟ و”كيف سيشكل الذكاء الاصطناعي المشهد الاقتصادي العالمي؟”، إضافة الى مجموعة من الجلسات التي تدور حول الحوكمة والخوارزميات،ومنها جلسة “كيف نمكن العبقرية البشرية في عالم الخوارزميات؟”، وجلسة بعنوان كيف “تتبنى الحكومات أساليب مبتكرة للحياة؟”وجلسة “كيف تسخر الحكومات التطور التكنولوجي في خدمة المجتمعات؟ إضافة إلى جلسة بعنوان “مستقبل القطاع المصرفي.. من الذهب إلى البيانات”.

وأمام كل ما سبق نصل الى نتيجة مؤداها ان الإمارات انطوى فيها العالم فاستحقت عن جدارة ان تكون قائدة العالم نحو المستقبل، وبخطى ثابتة مستندة الى رؤية استراتيجية واستشرافية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ويأتيك بعض المتأخرين عقلياً ليتطاولوا على الدور الإماراتي، لهؤلاء اقول : انتم أين والامارات وأي ؟

Related Posts