بقلم: خليل القاضي
انعقدت “القمة الثالثة لحوار التعاون الآسيوي” على إيقاع طبول الحرب نتيجة تصاعد التطورات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط، التي قد تنذر باندلاع حرب شاملة، مترافقة مع مساعٍ إقليمية ودولية لوقف إطلاق النار في كل من لبنان وفلسطين، وعمل دؤوب لحل النزاعات المسلحة بطرق سلمية، وبالتالي إنهاء المعاناة الإنسانية من فلسطين إلى لبنان.
فالقمة التي عُقدت على مستوى رؤساء الدول الأعضاء في حوار التعاون الآسيوي جاءت في ظل ظروف استثنائية تشهدها المنطقة، والتي تواجه مروحة واسعة من الأزمات المعقدة، وفي ظل ما يعانيه مواطنوها من ظروف سياسية واقتصادية وأمنية بالغة الخطورة. وقد دعا المشاركون في القمة إلى ضرورة تعزيز الحوار لمواجهة التحديات بطريقة مشتركة. وهنا يبرز دور الإمارات، التي عملت على مدى العقود الماضية على تعزيز ثقافة الحوار كحلٍّ لكل القضايا.
في هذا السياق، جاءت مشاركة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الإمارات، في القمة التي عُقدت تحت شعار “الدبلوماسية الرياضية”، وهي الدبلوماسية التي حققت فيها الإمارات العديد من الإنجازات، وأثبتت بالفعل لا بالقول أنها ناجعة. فبفضل الرياضة التي تجمع الشعوب على اختلاف مشاربهم الفكرية والإثنية والقومية، فإن القمة الثالثة لحوار التعاون الآسيوي جاءت لترسيخ نهج إماراتي أثبت نجاحه.
على هامش القمة، بحث الشيخ منصور بن زايد آل نهيان مع أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، العلاقات الثنائية بين الإمارات وقطر، وأكد خلال تلك المباحثات على حرص الإمارات على الإسهام في كل أطر التعاون الإقليمي والدولي التي تهدف إلى تحقيق التنمية والازدهار للشعوب في مختلف أنحاء العالم.
من جانبه، أكد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في كلمته الافتتاحية للقمة على أهمية القارة الآسيوية من النواحي الاقتصادية والجيوسياسية، ودورها في حركة التجارة العالمية وما تتمتع به من موارد بشرية واقتصادية كبيرة. ودعا إلى تعزيز التعاون بين الدول الآسيوية في مختلف المجالات من خلال تحديد نقاط القوة واستكشاف الفرص ووضع المقترحات لتطوير مجتمعاتها.
وقد ركز المشاركون في القمة على أهمية تعزيز التعاون والترابط في المجالات الحيوية لدعم التنمية الاقتصادية المستدامة والسلام والاستقرار في آسيا. وفي هذا الإطار، رأى مراقبون أن القمة الثالثة لحوار التعاون الآسيوي هي تأكيد إقليمي ودولي على النهج الدبلوماسي الإماراتي، وأنه النهج الذي يحقق النتائج في زمن تصلب المواقف والتصعيد.