بقلم: د. عبد العزيز طارقجي
باحث في حقوق الانسان
شكلت الإمارات ومنذ قيامها واحة للسلام والتآخي ليس لأهل الإمارات فيما بينهم ولمحيطها فقط وإنما للعالم، وذلك من خلال القيم التي زرعها ورسخها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، من خلال مسيرته وعمله في تعزيز ثقافة الحوار والإنسانية والسلام، فكان النموذج الذي مضت عليه الامارات قيادة وشعباً، حيث كانت الإمارات الدولة أكثر مبادرة في العالم من أجل المساهمة في نشر ثقافة السلام وإحلاله ، ناهيكم عن تعزيز الاستقرار وتوفير الرخاء والتطور والإزدهار خدمة للانسان والانسانية.
والجدير ذكره ان الإمارات تتصدر ومنذ أكثر من عقد قائمة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لأكبر الدول المانحة في مجال المساعدات التنموية، وبفضل الرؤية الاستراتيجية أضحت الإمارات أبرز دول العالم التي تجسد القيم الانسانية فهي بالفعل بلد الانسانية والتسامح والتراحم، ومنبع للقيم والمروءة والشهامة.
وفي سياق تجسيدها لرؤية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي ينظر إليه على أنه رجل الإنسانية بسبب كثرت المبادرات الإنسانية التي أطلقها والتي وجه بإطلاقها وفي الاتجاهات الاربعة للكوكب، ما جعل الإمارات النموذج الانساني العالمي، خصوصاً وانها تختصر العالم، فالامارات يعيش فيها 200 جنسية كما هو معلوم، كما لو أنهم عائلة واحدة، وفي إنسجام قل نظيره، فكانت بالفعل لا بالقول بلد العيش المشترك، حيث تذوب الفوارق وترتقي الأخوة الإنسانية.
والامارات في إطار تجسيدها لقيم الاخوة والانسانية رعت توقيع وثيقة الاخوة الانسانية في العام 2019 تلك الوثيقة التي غيرت وجه العالم، وكانت مشاركتها فعالة باحتفال العالم باليوم العالمي للتسامح، والذي حددته الأمم المتحدة في الـ16 من تشرين الثاني( نوفمبر) من كل عام، ونتيجة كل ما قامت وتقوم به الإمارات تستحق ان تكون “عاصمة عالمية للتسامح”، فهي اثبتت ذلك بالفعل وعلى مدى عقود، إلى حد أنها استحدثت وزارة للتسامح كما أطلقت البرنامج الوطني للتسامح وأسست المعهد الدولي للتسامح، ومركز “هداية” لمكافحة التطرف العنيف، ومركز “صواب”، وفي هذا السياق اتى توقيع مذكرة التفاهم بين وزارة التسامح والتعايش ورئاسة مؤتمر كوب 28 والتي تهدف الى تفعيل قيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية ضمن فعاليات وأنشطة كوب28.
الإمارات بإختصار هي ارض التسامح والاخوة الانسانية، حيث الانسان هو الهدف ورقيه وتطوره غاية وهدف قيادة الامارات، وتجربتها تؤكد انها النموذج الإنساني العالمي الذي تسعى دول العالم ان تكون على صورتها ومثالها ولكن الإمارات دولة لا تتكرر بقيمها الانسانية وحضورها ودورها الرائد.