بقلم الدكتور نبيل ميخائيل
ينعقد منتدى دافوس في دورته السنوية هذا العام، على ايقاع التوترات وأصوات المدافع والقصف من كييف في أوكرانيا الى البحر الأحمر والضربات الجوية البريطانية الأميركية مروراً في فلسطين وتحديداً في قطاع غزة الذي يشهد حرب تخطت الـــــ 100 يوم بين إسرائيل وحماس التي قامت بمغامرة ما اسمته “طوفان الأقصى” الذي كان طوفان من الموت والدمار حل بالشعب الفلسطيني، ناهيكم عن التطورات التي يشهدها العالم سواء على المستوى التكنولوجي لاسيما في مجال الذكاء الاصطناعي وما قد يثيره من تداعيات على المستويين العلمي والإقتصادي، وبعد المؤتمر التاريخي لدول الأطراف كوب28 الذي عقد في الإمارات، التي تشكل مشاركتها في منتدى دافوس لهذا العام ثالث أكبر دولة مشاركة حيث يضم الوفد الإماراتي أكثر من مئة شخصية حكومية إضافة الى رؤساء الشركات الكبرى في القطاعين العام و الخاص.
وهذه المشاركة التي تعتبر الأكبر في تاريخ مشاركة الإمارات في منتدى دفواس تأتي في سياق تعزيز الإمارات لقوتها الناعمة ولحضورها الفاعل في المنتديات العالمية، وعلى دورها الريادي على الصعيد الدولي، وحضورها المؤثر في التعاون الدولي والقيمة المضافة في الشراكة العالمية ، كما ان المشاركة الإماراتية هي تجسيد عملي لرؤية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم واهتمامهما كما حكومة الإمارات بالإقتصاد الإماراتي والارتقاء به كي يتولى إدارة الإفتصاد العالمي وذلك عبر رفع التنافسية على الصعيد العالمي، إضافة الى تبادل الخبرات من أجل دعم الإقتصاد في الإمارات والعالم في إطار الاستدامة.
وهذا ما أكده وزير شؤون مجلس الوزراء محمد عبدالله القرقاوي بأن المشاركة الإماراتية تعكس حرص دولة الإمارات، على المشاركة الدورية في منتدى الاقتصاد العالمي في دافوس، والأهمية الكبيرة التي توليها الإمارت للمساهمة بشكل إيجابي في المحافل الدولية بكافة القطاعات، وعلى رأسها القطاع الاقتصادي الذي يحظى بإهتمام رسمي حكومي لما له ارتباط في تطور وازدهار الشعوب.
والجدير ذكره ان الإمارات بجناحيها القطاعين العام والخاص يشاركان في جناح خاص حمل شعار “لا شيء مستحيل”، وهذا ليس غريباً عن الإمارات وشبابها فهم حذفوا عبارة مستحيل من قاموسهم ، مستندين بذلك على إرادتهم الصلبة في الإنجاز ودعم منقطع النظير من قيادتهم التي سبقتهم والعالم في شطب عبارة مستحيل فكل أمر قابل للتنفيذ طالما توفرت الإرادة والتصميم.
هذا ويعتبر منتدى دافوس المنتدى الاقتصادي العالمي الأكثر أهمية كونه يشكل منصّة عالمية تجمع سنوياً أكثر من 2800 شخصية من قادة العالم وصُناع القرار وكبار الشخصيات في القطاعين الحكومي والخاص من مختلف أنحاء العالم، يعكفون خلال خمسة أيام مدة أعمال المنتدى على مناقشة كافة التحديات والمتغيرات التي تواجه العالم، ويستعرضون الحلول المقترحة كما يبحثون في تطوير وبناء الشراكات، في مختلف المجالات الاقتصادية والتنموية.
وفي المعلومات فإن الجناح الإماراتي سيستضيف سلسلة من اللقاءات الهامة على المستوى الإقتصادي إضافة الى عقد جلسات عامة لتعزيز الحوار حول كل القضايا الشائكة ، كما سيعرض الجناح سلسلة من التجارب الإماراتية الناجحة، حيث ستكون للإمارات مشاركات جوهرية و مركزية لاسيما تلك المتعلقة بكافة قطاعات الاقتصاد والتجارة الخارجية والاستثمار والبيئة ناهكيم عن الجلسات المتعلقة بتجمع البريكس وآفاق نموه، وتأثيره في الواقع الاقتصادي العالمي، وتأثيره على المشهد الجيوسياسي والاقتصادي.
فالعلاقة الإماراتية مع منتدى دافوس التي تعود الى أكثر من عقدين من الزمن تعتبر من العلاقات الإستراتيجية والفاعلةوتهدف منها الإمارات الى ترسيخ والتنسيق والتعاون المشترك بين الجانبين، وكيف لا تكون والإمارات سبق لها ووقعت العديد من الاتفاقيات لتعزيز أطر التعاون والعمل المشترك، لاسيما وأنها تشمل المجالات الحيوية التي من بينها مجالس المستقبل العالمية، وذلك في إطار حرص الإمارات على دعم الجهود العالمية المبذولة لدراسة واستشراف المستقبل. فهي سبق لها أيضا ان وقعت مذكرة تفاهم مع منتدى دافوس تهدف الى دعم مبادرة تكنولوجيا التجارة التي أطلقتها الحكومة الإماراتية، والتي تسعى لتسريع رقمنة سلاسل التوريد الدولية، وتحسين الإجراءات الجمركية.
إذا تأتي مشاركة الإماراتية في منتدى دافوس لهذا العام في إطار وضع البصمة الإماراتية في صناعة المستقبل وإقتصاده المعرفي والتقليدي، وهي صاحبة الريادة في إقتصاد المعرفة والذكاء الاصطناعي والجينوم، خصوصاً وأنها رائدة من رواد الثورة الصناعية الرابعة، والتحول الى الاقتصاد غير المعتمد على النفط.