بقلم/ماريا معلوف
كثيرة هي نقاط الصراع المحموم بين الرئيس الأمريكي الحالي بايدن وبين غريمه ومنافسه القديم الجديد دونالد ترامب فمن حروب إعلامية يشنها الجمهورييون والديمقراطيون على السن المتقدمة لكلا المرشحين برزت قضية (الكفاءة العقلية )التي تتلاشى مع تقدم السن …لكن وفي حوارات مطولة لي هنا في واشنطن بالقرب من الكابيتول أدركت أن نقاط الصراع أكثر من أن تحصى وأن الولايات المتحدة مقبلة على انتخابات قد تكون الأكثر إثارة في تاريخها فكلا المرشحين المحتملين مضطر لمواجهة كثير من التساؤلات تحتاج متفرعات نقاطها لكثير من الجهد من قبل المحامين وفريق العمل الخاص بكل منهما…وانا هنا إنما اعدد نقاطا ستكون جزءا من الصراع المستقبلي قبل الانتخابات ولا ابحث عن إجابة إذ إن اشكالات تلك النقاط هي في طور التكون والمتابعة الاعلامية ومن الصعب تصور حلولها قبيل الأسابيع الأخيرة قبل بدأ الانتخابات..ومن تلك النقاط مايلي:
اولا/مامن شك أن الرئيس ترامب في مأزق قضائي خصوصا مع ماتردد يوم امس من الكشف عن شاهد يقيم داخل مقر إقامة الرئيس ترامب وتحديدا في منتجع مار ايه لاجو بولاية فلوريدا قدم كثيرا من الحقائق والمستندات لممثلي الادعاء الاتحادي وبالتالي فسيكون المساعدون الخاصون بترامب في مأزق قانوني سواء التزموا الصمت تجاه تلك الوثائق أو عجزوا لاحقا عن إيجاد مبررات قانونية صاحبت استيلاء ترامب ونقله لتلك الوثائق إلى خارج البيت الأبيض.
ثانيا/يجمع المحللون هنا في واشنطن على إمكانية حدوث ركود اقتصادي داخل الولايات المتحدة خلال هذا العام وهو ولا شك أمر سيؤثر على شعبية بايدن وعلى احتمالية فوزه في الانتخابات ومهما فعل قبيل تلك الانتخابات فإن قضية(تحفيز النمو)هي شأن يخص المجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي لم يجد وسيلة للحد من ضرورة ارتفاع أسعار الفائدة وبالتالي فإن عجز بايدن في هذا الشأن سيؤثر ولا شك على وضعيته في الانتخابات المقبلة.
ثالثا/الرئيس ترامب في ورطة هو الآخر أمام لوائح اتهام متبعثرة هنا وهناك…فلازالت تطارده تهمة التزوير عبر الطلب من بعض مسؤولي الولايات تغيير حساباتهم وتسمية ناخبين مزيفين ولا ننسى هنا أن دعوة الناخبين إلى العاصمة ومافعلوه في مبنى الكاببتول تدخل تحت هذا البند الذي يقضي على احلام اي مسؤول أمريكي أن ثبتت صحة هذا الادعاء أمام المحكمة.
رابعا/من نافلة القول ان الولايات المتحدة تعاني اليوم من ارتفاع الدين القومي ومن خسارتها لنفوذ كان مسيطرا على دول ذات قيمة جيواستراتيجية كبرى ولاشك أن كثيرا من الامريكيين يحملون هذا الأمر للرئيس بايدن فهو وأن كان صاحب المصطلح الأشهر على لسانه وهو(استعادة شخصية الامة)فهو كذلك عجز خلال السنتين الماضيتين عن استعادة الأمن السياسي والاقتصادي في مناطق تهم الولايات المتحدة.
خامسا/الواقع الاقتصادي ولا شك سيلقي بظلاله على ذلك الصراع المحموم وأن كان أكثر من نصف الأمريكيين يرون أن تعامل ترامب مع الشأن الاقتصادي كان أفضل من بايدن فالاخير وأن كان قد نجح في زيادة معدلات الوظائف ومواجهة البطالة فقد واجهت البلاد في السنتين الماضيتين تضخما مرتفعا وهي في انتظار ركود محتمل.
سادسا/وهذا اهم ما يشغل الشعب الأمريكي في هذا الشأن الانتخابي وهو(أمريكا خلال السنوات الأربع )بعد الانتخابات وكيف سيجعل منها المرشح الفائز الدولة الأكثر تاثيرا في العالم؟…واقول هنا أنه لابد من الاعتراف أن الرئيس بايدن نجح في ملفات عديدة مثل بقاء الناتو على قوته وانضمام حلفاء له ولكنه انسحب من الشرق الأوسط فاتحا الباب أمام الصين التي نجح ترامب في الحد من نفوذها الاقتصادي في العالم خلال مرحلة حكمه.
سابعا/يبقى الداخل هو المحرك الحقيقي للناخب الأميركي ..فالعنصرية ومعاداة اللاجئين مثلا اثارها ترامب بشكل لايقبل الجدال وفضاءحه تشغل هذا الانتخابات المرتقبة..ومحاكمته تشغل العالم شهرا بعد شهر لكن بايدن ليس افضل حالا منه لأسباب ذكرتها سابقا وحتى في الداخل الأمريكي فإن قانونا مثل الحد من استخدام الأسلحة قد يؤثر بنقاط عديدة على شعبية اي رئيس في انتخابات مقبلة وهذا أمر قد أقره الرئيس بايدن ووقع على تنفيذه…وأخيرا..اقول مثل ما قال لي أحد النواب هنا في الكونجرس(الأيام المقبلة حبلى ياعزيزتي بتطورات حول الانتخابات…ليست الصحة وتقدم السن لكلا المرشحين هي الأهم فيها).