بقلم: ماريا معلوف
المهنية، المصداقية، الحياد، هي المعايير الاساسية التي يجب ان تتوفر في أي وسيلة اعلامية، ويتمتع بها اي اعلامي وغياب اي معيار من تلك المعايير يؤدي الى السقوط المريع سواء للوسيلة الاعلامية او الاعلامي.
ما هو سبب هذا الكلام؟
نشهد من فترة على حملة أقل ما يقال عنها وفيها انها مسعورة تطال الإمارات وذلك على خلفية مواقفها الصلبة والثابتة تجاه ترسيخ الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط مروراً في الخليج العربي وصولاً الى اليمن والبحر الأحمر، غير ان الموقف العقلاني للإمارات لم يأت على هوى وتمنيات البعض، ناهيكم عن دورها الفاعل في ردع ومكافحة إرهاب الإخوان المسلمين، البعض سيقول انني دائما اذكر الاخوان المسلمين وكأنهم رأس الشر المستطير في العالم العربي، ولكن هذه هي الحقيقة من دون تجميل، اعطوني بلد تواجد فيه الإخوان ولم يحدث خراب ولم يشهد دمار وحرب واقتتال اهلي.
ما هي آخر تلك الحملات التي تطال الإمارات ودورها في نشر السلام وثقافة التسامح؟
هو التحقيق الذي بثته قناة الـــ”BBC” البريطانية، فبعد ان فشلت الجزيرة وباقي القنوات الاخوانية ناهيكم عن الذباب الالكتروني الاخواني والاقلام المرتزقة في تشويه صورة الامارات، تصدت الـــــ”BBC” للمهمة لعل وعسى تنجح ولكن عشم ابليس في الجنة كما يقال، فالقناة التي دأبت ومنذ سنوات لتلميع صورة الإخوان المسلمين ونفي صفة الارهاب عنهم، لم تكتف بذلك بل عمدت الى اجراء تحقيق لم يتمتع بالمهنية كونه اتى في توجه مسبق وهو إدانة الإمارات حتى في غياب اي دليل، بل من يشاهد يلاحظ ان معدي التحقيق اردوا من خلال الاسئلة التي طرحت الايحاء بالاجابات للضيوف هذا ان احسنا النوايا، كما ان التحقيق افتقد للمصداقية اذ اعتمد على شهادات أشخاص لا ينكرون انهم مرتزقة ينفذون عمليات بناء على المال.
فهل يمكن لعاقل ان يقبل شهادة من مرتزق يباع ويشترى؟
والتحقيق الذي بدا ومنذ ثوانيه الاولى انه منحاز لوجهة نظر بعينها، والمتمثلة هنا في إدانة الإمارات وانها مولت عمليات اغتيال لسياسيين في اليمن وانها اسست مليشيات مسلحة التي نهشته الحروب التي قام بها الاخوان في إطار محاولتهم السيطرة على اليمن، وذلك بالتكافل والتضامن مع القاعدة والتنظيمات تفرعت منها، هذا اضافة الى ميليشيا الحوثي المدعومة بالمال والسلاح من ايران، وبالتالي افتقر التحقيق الى الحياد وظهر انه موجه لأغراض خبيثة تخدم الإخوان المسلمين.
وكلامنا ليس افتراء على القناة فهل توقيت العرض مشبوه؟
فهو أتى بعد القرار الهام الذي صدر عن النيابة العامة الاماراتية بحق 84 شخص مرتبطين بالاخوان المسلمين، وبعد رفض الامارات في الانخراط في حلف “حارس الازدهار” الذي اعلنته الولايات المتحدة وتبنته بريطانيا لمواجهة الحوثي واعماله العسكرية في باب المندب، حيث دعت الإمارات الى حل القضية الاساس وهو الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وايقاف اطلاق النار الفوري في قطاع غزة والذهاب الى ايجاد حل عبر القنوات الدبلوماسية والقانون الدولي، وان الحل في نيال الشعب الفلسطيني لحقوقه وبالتالي تسحب الذريعة من الحوثي في مهاجمة السفن في البحر الأحمر، وبالتالي يتم حفظ الملاحة البحرية الدولية عبر مضيق باب لمندب والبحر الاحمر، الموقف العقلاني للامارات لم يعجب، فكان لا بد من حملة لتشويه الدور الإماراتي في اليمن فيما الجميع يعلم حجم المساعي الاماراتية من اجل اعادة الاستقرار الى اليمن وتوفير المساعدات الانسانية والإغاثية للشعب اليمني.
لماذا خرجت علينا الــــ”BBC” بذاك التحقيق المبني على المرتزقة من جهة وعلى شخصيات تدور في فلك الاخوان المسلمين من جهة أخرى؟
في الواقع انهم يريدون اقناع العالم بأن الامارات هي التي تقف خلف الحرب في اليمن في حين الحقيقة ساطعة كالشمس ان الاخوان والحوثي ومن لف لفهم هم سبب الخراب اليمني ، ولكن كما يقال اذا عرف السبب بطل العجب، واوضحت لكم الاسباب فهل اتضحت الصورة لديكم.
ما هي خلاصة الموضوع ؟
عندما يعلو الصراخ الاخواني اعلموا ان الامارات توجعهم وتسبب لهم الارق والقلق، فلن تنالوا من الامارات التي اصبحث موضع ثقة العالم بفعل حضورها البناء والفاعل في أكثر من وساطة دولية عجزت عنها دول غربية كبرى، إضافة الى ترسيخها ثقافة التسامح والسلام في مواجهة التطرف الاخواني.