الإنسان هو محور اهتمام وتفكير القيادة في الإمارات منذ قيام الاتحاد الاماراتي، فالشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله أيقن أهمية الإنسان الإماراتي وآمن في قدراته، وهو بالتالي لم يخذله فكان السند الحقيقي له في تحقيق الوحدة والباني بتوجيهات الشيخ زايد الإمارات، التي مضت في ظل قيادته نحو الريادة، طريق تعزز مع رؤية رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد الذي يقود الإمارات وشعبها نحو المستقبل بخطى ثابتة مرتكزة الى تخطيط يعزز ريادتهم، وبكافة المجالات الاقتصادية والسياسية والعلمية، فالشيخ محمد بن زايد يؤمن بقدرات شباب الإمارات العلمية والبحثية، وكيف لا يكون وهم الذين نجحوا في السنوات القليلة الماضية بتحقيق قفزات هائلة في المجال العلمي والبحثي، فكان مسبار الأمل لإكتشاف خفايا وخبايا الكوكب الأحمر، وكان المستكشف راشد الذي أرسل لمعرفة أسرار القمر، وليس آخر إنجازات الشباب الإماراتي في الفضاء هو مشاركة رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي ضمن فريق “crew-6” في أطول مهمة علمية للعرب في الفضاء حيث ستستمر 6 أشهر في محطة الفضاء الدولية، وكما الإهتمام في علوم الفضاء وتحقيق المستحيل، كذلك على أرض إمارات الخير كان الاهتمام مضاعف لاسيما في مجال الصحة، حيث وفق رؤية الشيخ محمد بن زايد إن كانت صحة المجتمع بخير فإن الإمارات ستكون بخير، من هنا أطلقت المبادرات الخلاقة في المجال الطبي من أجل توفير الرعاية الصحية المثالية التي يمكن للإنسان أن يحظى بها، وتتخطى أحيانا ما هو موجود في الغرب عموماً.
ففي سياق التخطيط للمستقبل وفق رؤية القيادة الرشيدة المتمثلة بالشيخ محمد بن زايد، كان إطلاق الامارات الإستراتيجية الوطنية للجينوم للعشر أعوام المقبلة، وتهدف تلك الاستراتيجية الى وضع نظام متكامل من أجل تطوير برامج العلم الجيني، وذلك في سياق الارتقاء بالصحة الاماراتية والرعاية بها الى مستويات عالمية، والاستراتيجية الإماراتية للجينوم التي أعلن عنها بحضور رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي نائب رئيس الإمارات، أتت في سياق ترسيخ مكانة الإمارات كمركز عالمي للبحوث والابتكار في مجال علوم الجينوم، وسط تأكيد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن الإمارات ماضية في مسارها التنموي نحو المستقبل والذي تسعى من خلاله إلى الارتقاء بجودة الحياة في المجتمع الإماراتي، وقال: “أولويتنا خدمة مجتمعنا وتوفير أفضل مستوى من الرعاية الصحية وجودة الحياة لشعب الإمارات”، من جهته أكد حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن إستراتيجية الجينوم ستسهم في تعزيز مكانة الإمارات في مجال البحث والتطوير إضافة إلى استخدام تكنولوجيا المستقبل، وكلام القيادة الإماراتية يؤكد أن الصحة هي الأولوية الأولى، وهذا ما أكده ولي عهد أبو ظبي الشيخ خالد بن محمد بن زايد رئيس مجلس الإمارات للجينوم، من أن إستراتيجية الجينوم الوطنية تجسد رؤية الإمارات وتوجهاتها في توفير الرعاية الصحية المتقدمة وفق أعلى المعايير العالمية، وذلك من خلال زيادة وتيرة إجراء الأبحاث والتطبيقات في مجالات الجينوم والعلوم الجينية، وهذا ما سينعكس بالتأكيد على صحة وجودة حياة أفراد المجتمع الإماراتي.
فإستراتيجية الجينوم هي منظومة وطنية تعمل على تسريع حلول الرعاية الصحية الشخصية والعلاجات الوقائية ذات الأولوية لمجتمع الإمارات، وتعمل على بناء جيل من القدرات والكوادر الإماراتية في مجالات الجينوم في الإمارات، كما أنها تدعم الاكتشافات العلمية والابتكارات التي تساعد في توسيع آفاق الاستفادة من علوم الجينوم.
الإستراتيجية الإماراتية في مجال العلم الجيني تعتمد على خمسة محاور رئيسية وهي: وضع منظومة تشريعية وأطر حوكمة مرنة ومتكاملة، وتطوير بنية أساسية موحدة وآمنة للبيانات الجينية، إلى جانب تنمية القدرات والكفاءات الإماراتية في مجال البحث والابتكار في إطار العلوم الجينية، إضافة إلى التركيز على تطبيقات الجينوم ذات الأولوية للصحة العامة، وتعتبر الاستراتيجية الاماراتية للجينوم من أكثر البرامج البحث الجينية شمولاً وطموحاً على مستوى العالم، ويهدف المجلس الإماراتي للجينوم إلى تنفيذ برنامج “المليون جينوم” والذي سيمكن القطاع الصحي الاماراتي من رفع مستوى رعايته الصحية، لاسيما وأن البيانات الجينية التي يجري جمعها وتحليلها تساهم في تطوير برامج الرعاية الصحية الشخصية والوقائية في الإمارات، إضافة إلى برامج الطب الدقيق التي تستهدف الأمراض الوراثية والنادرة، وتساعد الأطباء وتدعمهم من أجل اتخاذ الخطوات الاستباقية للحد من انتشار الأمراض أو تأخير أعراضها، وبالتالي وضع بروتوكولات العلاج المناسبة والأكثر فعالية، فالإستثمار الاماراتي في العلوم الجينية جذب المؤسسات العالمية الرائدة في العلوم الجينية، كما أنها تستقطب رواد الأعمال العاملين في قطاع الذكاء الاصطناعي والرعاية الطبية والبحث العلمي والتكنولوجي ناهيكم عن صناعة الادواية.
والجدير ذكره الإستراتيجية الإماراتية للجينوم تعتبر من أضخم المبادرات في المجال الجيني على مستوى العالم، وهي تهدف إلى تزويد المواطن الإماراتي بجنيوم مرجعي خاص، مع دمج البيانات الجينية بقاعدة البيانات الخاصة بإدارة الرعاية الصحية، هذا ويستخدم برنامج الجينوم الإماراتي تقنية متطورة ومتقدمة لإيجاد قاعدة بيانات جينوم.
البرنامج سيساهم في توقع قابلية إصابة الأفراد ببعض الأمراض من خلال قراءة الخريطة الجينية الكاملة، ما يساعد في وضع خطة علاجية ووقائية للمجتمع بناء على نتائج التحليل الجيني للمواطنين، كما سيساهم في تطوير العلاجات والفحوصات من أجل توفير عدة خيارات للتشخيص والعلاج الطبي.
الاستراتيجية الإماراتية للجينوم وما تتضمنه من برامج تؤكد علو كعب الإمارات في مجال العلوم الدقيقة، والتي لها تأثير على حياة الإنسان الإماراتي والإنسانية الجمعاء، ويؤكد ريادة الإمارات وان تميزها راسخ ويتعزز يوما بعد آخر، وكيف لا يكون وهناك قيادة رشيدة وحكيمة تمتلك رؤية إستشرافية وتخطط بعقلية إستباقية تقوم على الاستثمار في الإنسان اليوم للمستقبل.