الرؤية الإماراتية لمواجهة التغير المناخي

بقلم الدكتور عبد العزيز طارقجي

اينما يحل يكون الحدث، حاملاً معه رؤية وخطة الإمارات للمستقبل، إنه رئيس كوب28 الدكتور سلطان أحمد الجابر، الذي اعتبر خلال مشاركته في مؤتمر كوبنهاغن المناخي ان هناك حاجة عالمية للتوسع في إنتاج الطاقة من المصادر المتاحة الخالية من الانبعاثات، مترافقاً مع العمل الدؤوب من أجل خفض الانبعاثات الكربونية، ومؤتمر كوبنهاغن الذي استمر يومين وحضره أكثر من 40 وزيراً حكومياً، كما أنه أول اجتماع سياسي رفيع المستوى يعقد عقب مؤتمر كوب27، ويهدف إلى تمهيد الطريق لمؤتمر كوب 28. وأشار الدكتور الجابر أن الإمارات تسعى من خلال استضافتها لقمة المناخ كوب 28، إلى تطوير الأسس التي وضعت في كوب 27، وأنه آن الآوان للانتقال من مرحلة وضع الأهداف والخطط إلى جعلها موضع التنفيذ، وذلك تماشياً مع رؤية القيادة الإماراتية المواكبة لكافة التطورات وعلى كل الصعد، خصوصا وأن العالم وفق الدراسات والتقارير البيئية والمناخية ما زال بعيداً عن تحقيق الهدف والمتمثل بتجنب زيادة درجة حرارة كوكب الأرض، وأن العالم يحتاج الى تقدم ملموس وجذري، والعمل بشكل جدي خلال السنوات الـ7 المقبلة، من أجل التخفيف من آثار تغير المناخ، وهذا يتطلب التوسع في إنتاج الطاقة من مصادر لا تنتج انبعاثات، و خفض الانبعاثات من المصادر التقليدية.

وانطلاقاً من خطة الإمارات ورؤيتها لمواجهة التغير المناخي طالب الدكتور سلطان الجابر الحكومات بضرورة تبني سياسات ذكية، التي عليها العمل على تحفيز الحلول المجدية على الصعيد التجاري، مثل تحسين أنظمة تخزين الطاقة باستعمال البطاريات، وتقليل تكلفة التقاط الكربون، ناهيكم عن تطوير تقنيات الهيدروجين.

كما كشف الدكتور الجابر أن قمة المناخ كوب 28 التي تسضيفها الإمارات في الخريف المقبل ستعمل على الانتقال بشكل عملي وواقعي لقطاع الطاقة، والتركيز على وقف الانبعاثات الكربونية، بالتزامن مع عدم التخلي عن منظومة الطاقة الحالية، الى حين تصبح منظومة الطاقة المستقبلية جاهزة.

ورأى الدكتور الجابر ان هناك ضرورة للاستفادة من التقدم الذي حققته قمة المناخ كوب 27، إضافة إلى تفعيل صندوق معالجة الخسائر والأضرار وإدارته بطريقة صحيحة، فمن وجهة نظره أن “التمويل المناخي أساس التقدم، وهناك فرصة لتحديد مستهدفات تمويلية جديدة في قمة المناخ كوب 28، تسهم في رسم مسار جديد لطموح مناخي أكبر” ودعا إلى تطوير أداء المؤسسات المالية الدولية وبنوك التنمية متعددة الأطراف، من أجل توفير تمويلات إضافية، وتقليل المخاطر والعمل على جذب تمويلات من القطاع الخاص، وأكد أن العالم يتقدم بالشراكة، وليس الانغلاق.

فالإمارات تعي ان المهمة التي تقع على عاتقها هي من أكبر التحديات التي واجهتها البشرية، ولكنها أدركت أهمية القضايا المطروحة، وهي بالتأكيد ستحول هذا التحدي إلى واحدة من أعظم الفرص للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، لأنها الاقدر على العبور بالعالم نحو الطاقة النظيفة.

Related Posts