الإمارات يد الخير الممتدة تبني الإنسان في لبنان بقلم: ماريا معلوف

كانت الإمارات العربية المتحدة في طليعة الدول التي هبّت لإغاثة الشعب اللبناني منذ اندلاع الحرب الدائرة، التي أدت إلى موجة نزوح غير مسبوقة في تاريخ لبنان. جاءت توجيهات رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بإطلاق حملة “الإمارات معك يا لبنان”، والتي تضمنت تخصيص مئة مليون دولار لإغاثة الشعب اللبناني، بالإضافة إلى مبلغ 30 مليون دولار لدعم اللاجئين السوريين الذين نزحوا إلى لبنان.

هذه المبادرات الإنسانية تعكس النهج الذي أرساه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وكرسته القيادة الإماراتية الحالية. وقد برزت في هذه الجهود مبادرة “أم الإمارات” الشيخة فاطمة بنت مبارك، التي أولت الأمهات اللبنانيات اهتماماً خاصاً. وفيما تجاوز عدد الطائرات الإغاثية التي وصلت إلى لبنان 15 طائرة، تم فتح جسر بحري نقل ما يزيد عن 560 مليون طن من المساعدات الإماراتية إلى الشعب اللبناني.

الإمارات، بقيادتها الرشيدة والرحيمة، أثبتت مرة أخرى أن كرامة الإنسان تأتي في صلب أولوياتها، ولا سيما إذا كان الشعب اللبناني المعني.

التعليم أولاً: استمرارية التعليم في لبنان

لأن الإنسان وتعليمه يمثلان أولوية لدى القيادة الإماراتية، جاءت مبادرة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لتوفير برامج لدعم استمرارية التعليم في لبنان عبر “المدرسة الرقمية”، وهي إحدى مبادرات مؤسسة “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية”.

تهدف هذه المبادرة إلى مواجهة الظروف الصعبة التي يعاني منها القطاع التعليمي بسبب الأحداث الراهنة في لبنان. ويعد مشروع “استمرارية التعليم في لبنان 2024-2025” جزءاً من الاستجابة الشاملة لدولة الإمارات لدعم الشعب اللبناني، حيث يستهدف في مرحلته الأولى 40 ألف مستفيد.

يدعم المشروع استمرارية النظام التعليمي للأطفال المنقطعين عن التعليم عبر منصات رقمية متكاملة تقدم دروساً وبرامج تعليمية لتحسين مستوى الطلاب، كما تزود المعلمين بالمهارات اللازمة لدعم التعليم المستدام.

رؤية القيادة في دعم التعليم

صرّح محمد بن عبد الله القرقاوي، الأمين العام لمؤسسة “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية”، قائلاً:
“مشروع استمرارية التعليم الذي تشرف على تنفيذه المدرسة الرقمية يعتمد على حلول ذكية ومحتوى تعليمي رقمي وفق المنهج الرسمي اللبناني. إنه مشروع ذو أهمية كبرى لحاضر ومستقبل طلاب لبنان.”

وتشرف “المدرسة الرقمية” على تنفيذ المشروع بالتعاون مع مجموعة من الشركاء والجهات المعنية، لضمان استمرار العملية التعليمية للأطفال المتأثرين بانقطاع التعليم بسبب نقص الموارد وغياب البنية التحتية التعليمية المناسبة.

آلية التنفيذ وأهداف المشروع

يهدف المشروع إلى سد الفجوات التعليمية للأطفال في مراكز النزوح بلبنان، عبر توفير فرص تعليمية تعتمد على منصات رقمية تقدّم برامج مخصصة لتحسين مستوى الطلاب. وتتيح هذه المنصات محتوى تعليمياً رقمياً يتماشى مع المنهج اللبناني، مع حلول ذكية تمكّن الطلاب من الوصول إلى المحتوى حتى دون اتصال بالإنترنت.

تم إطلاق موقع إلكتروني يوفر مجاناً جميع الدروس التعليمية عبر الرابط: KeepLearningNow.org. كما تم تنفيذ المشروع في 25 مركز إيواء، حيث يتلقى أكثر من 5600 طالب دروساً يومية في المواد الأساسية، بمساعدة 275 معلماً يجري إعدادهم وتدريبهم لدعم المشروع.

يعمل المشروع حالياً على تجهيز قاعات دراسية وتزويدها بالأجهزة الرقمية والقرطاسية والتدفئة، مع تركيز الجهود في مناطق مثل عرسال، القاع، رأس بعلبك، وبر الياس، بين غيرها من المناطق.

بناء مستقبل مشرق

تعمل مؤسسة “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية” ضمن محور نشر التعليم والمعرفة على تعزيز قيمة الثقافة وبناء أجيال مدركة للتحديات ومؤهلة للتعامل معها بكفاءة.

أمام هذه المبادرات الإماراتية الإبداعية، يعجز الإنسان عن إيجاد كلمات تفي الإمارات وقيادتها حقها. الإمارات، بيد تمسح ألم النزوح وباليد الأخرى تبني الإنسان من جديد.

وكلمة “شكراً يا الإمارات” تبقى دائماً أقل من أن تفي هذه الجهود العظيمة حقها

Related Posts