تطورات الحرب الروسية-الأوكرانية قبل الاجتماع الثلاثي في واشنطن

بقلم ماريا معلوف
من مصادر الناتو

استعدادات دبلوماسية أمريكية وأوروبية

أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مكالمة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعدد من قادة دول حلف الناتو، بهدف تنظيم اجتماع ثلاثي شامل في واشنطن. وأكد زيلينسكي تأييده للزيارة، بينما من المتوقع أن يشارك فيه أيضًا زعماء الاتحاد الأوروبي وعدد من حكومات الدول الأعضاء، لتنسيق مواقفهم تجاه روسيا.

انتشرت تقارير إعلامية عن اتفاق أولي لوقف إطلاق النار في الحرب الجوية، يبدو أنه اقتراح روسي. نجاح الهجمات بالطائرات المسيّرة الأوكرانية على الأراضي الروسية ساهم في دفع روسيا لمناقشة هذا الموضوع، رغم أن صحة هذه التقارير لم تتأكد بعد.

أعلن الرئيس ترامب أنه بعد لقائه بالرئيس الأوكراني سيتم تنظيم الاجتماع الثلاثي، مما يشير إلى تقبله جزئيًا بمقترح الرئيس الروسي لإبرام اتفاق سلام نهائي فورًا، بدلًا من وقف إطلاق النار المتدرج. وأكد الاتحاد الأوروبي أنه لا يمكن أن يقوم السلام على التنازلات الإقليمية وحدها، بل يجب أن يشمل ضمانات أمنية ملموسة لأوكرانيا.

التضليل الروسي على الأرض

على الجبهات، أصدرت الاستخبارات الأوكرانية (GUR) مقطع فيديو يظهر مجموعة روسية صغيرة ترفع العلم الروسي أمام كاميرا طائرة مسيرة قرب دنيبروبيتروفسك، ثم ذكرت وسائل الإعلام أن القرية سقطت بيد الجيش الروسي. يُعد هذا أحد أساليب التضليل المعتادة التي تهدف إلى تقديم تقارير مبالغ فيها للقيادة الروسية أو خلق صورة ميدانية غير دقيقة.

كما استهدفت الطائرات المسيّرة الأوكرانية البنية التحتية للسكك الحديدية في مناطق فورونيج وموسكو. على الجبهات الأمامية، كان النشاط الروسي متفاوتًا، مع تصاعد هجمات محدودة في اتجاه كوبيانسك وفشل محاولات التسلل، بينما حقق الجيش الأوكراني تقدمًا محدودًا في بوكروفسك وبعض النقاط الشمالية.

الوضع العام على الجبهات

في الجبهة الجنوبية، كانت الهجمات الروسية محدودة، مع محاولة واحدة في اتجاه أوريخيف ومحاولتين على جزر نهر دنيبر، ما يعكس توجهاً روسياً حذراً. التحليل العسكري يشير إلى استمرار الاعتماد الروسي على التضليل الإعلامي لتعزيز موقفها التفاوضي، بينما يحافظ الجيش الأوكراني على قدرته الدفاعية ويواصل استهداف مواقع استراتيجية داخل الأراضي الروسية.

أهمية الاجتماع المرتقب

يعتبر الاجتماع الثلاثي في واشنطن يوم الاثنين نقطة محورية قد تعيد تشكيل مسار الحرب والدبلوماسية. نجاح الاجتماع لن يعتمد فقط على التوصل إلى اتفاق مباشر، بل على قدرة الأطراف على إدارة المعلومات والتوازن بين المكاسب العسكرية والسياسية، وضمان مصالح أوكرانيا في مواجهة النفوذ الروسي.

في الختام، يبقى التوازن بين الحرب الميدانية والمناورات الدبلوماسية أساسياً لفهم أي نتائج مستقبلية، بينما تواصل الأطراف التحركات لتثبيت مواقفها قبل بدء الاجتماع الثلاثي المرتقب.

Related Posts