علاقات استراتيجية وشراكة مستدامة للمستقبل

بقلم: ماريا معلوف

أتت زيارة السلطان هيثم بن طارق الى الإمارات لتشكل محطة بارزة في مسار العلاقات التاريخية التي تجمع سلطنة عمان والإمارات، خصوصاً وانها ارتقت الى مستوى الشراكة الإستراتيجية الراسخة والمستدامة منذ تولي السلطان هيثم مقاليد الحكم في السلطنة، كما ان الزيارة جاءت في توقيت حساس لا تشهده المنطقة فقط وإنما العالم ، حيث يشهد الدور الاماراتي تنامي بفضل حكمة قيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ودبلوماسيته النشطة التي ترجمت رؤيته الاستراتيجة في تعزيز مكانة الامارات والعرب، لاسيما وان الشيخ محمد بن زايد صاحب المبادرات الانسانية والدبلوماسية الهادفة الى اعادة الاستقرار وتعزيز ثقافة الحوار والسلام، وهو ما تؤيده القيادة العمانية.

وبالعودة الى العلاقات الثنائية الذي تعمل كلا القيادتين الى تعزيزها إنطلاقا من عمق المعطيات التاريخية المشتركة بين البلدين ، حيث تعود العلاقات بينهما الى عقود خلت ، منذ أيام المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والسلطان قابوس بن سعيد، حيث يربط أبوظبي ومسقط علاقات وثيقة على كافة الصعد، وهو ما عبر عنه رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حين قال: “الإمارات وعُمان، أخوّة متجذرة وعلاقات ممتدة لا تزيدها الأيام إلا رسوخاً وقوة ومحبة”.

والجدير ذكره ان زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى سلطنة عمان، في أيلول (سبتمبر) 2022، شكلت علامة فارقة في تاريخ العلاقات الثنائية، حيث تم توقيع 16 اتفاقية ومذكرة تفاهم للتعاون المشترك في المجالات العلمية والاقتصادية، والسياسية، والأمنية، والثقافية، ومن ضمنها تأسيس “شركة عُمان والاتحاد للقطارات” بصفتها شركة مشتركة مملوكة مناصفة بينهما؛ بهدف تصميم وتطوير وتشغيل شبكة سكك حديدية تربط ميناء صحار بشبكة السكك الحديدية الوطنية الإماراتية، باستثمارات إجمالية للمشروع قيمتها 3 مليارات دولار أمبركي.

غير ان اللافت في علاقة الإمارات وسلطنة عمان ان ما يجمعهما هو حرصهم على التنسيق والتشاور حول القضايا الثنائية والعربيةوالإقليمية والدولية، كما تجمعهما رؤية مشتركة للحوار والسلام والاستقرار في منطقة الخليج وشرق المتوسط، اضافة الى تعزيزهما لوحدة وتماسك البيت الخليجي والعربي.
وكما تربط البلدين الرؤية المشتركة للقضايا تربطهما علاقات اقتصادية واستثمارية بين البلدين، تشهد نمواً مضطرداً حيث تكشف الارقام ان حجم التبادل التجاري غير النفطي بين الامارات وسلطنة تجاوز الــــ 48,7 مليار درهم في 2022.

هذا وتعتبر الإمارات أكبر شريك تجاري لسلطنة عمان، وهي أكبر مصدّر إلى عُمان وأكبر مستورد منها، كما تستحوذ على أكثر من 40 في المئة من مجمل واردات سلطنة عمان من العالم، في حين تستأثر بما يقارب الـــــ 20 في المئة من صادرات مسقط إلى الأسواق العالمية، كما تتصدر الإمارات الدول المستثمرة في سلطنة عمان في العديد من القطاعات الاقتصادية الحيوية.

وزيارة الدولة التي قام بها السلطان هيثم بن طارق إلى الامارات،شكلت أهميةً كبيرة للدفع بالعلاقات الثنائية وعلى تعزيز التعاون الفعّال بينهما على مبدأ المصلحة المتبادلة والمشتركة في مختلف المجالات، وهذا ما أكده رئيس الإمارات  الشيخ محمد بن زايد في منشور على منصة إكس :”نحن حريصون على استثمار كل الفرص المتاحة لتطويرها ودفعها إلى الأمام بما يخدم أهدافنا التنموية ويعزز قاعدة مصالحنا المشتركة

وختاماً نقول إن العلاقة بين الإمارات وسلطنة عمان هي شراكة للمستقبل مبنية على تاريخ مشترك ورؤية واضحة للمستقبل.

Related Posts