ماريا معلوف
جرياً على عادة الإمارات في إستضافة المؤتمرات العالمية شهدت ابوظبي المؤتمر الوزاري الـــ 13 لمنظمة التجارة العالمية (MC13)، وذلك في تأكيد عالمي على مكانة الإمارات كأحد اهم داعمي حرية التجارة العالمية إضافة الى الاستثمار الدولي، عدا عن دورها المحوري في مشهدية التجارة العالمية، دون ان ننسى قدرتها على الاسهام بشكل فاعل في إعادة تنظيم و تنشيط نظم التجارة العالمي، من أجل مواكبة متطلبات المستقبل للقرن الحادي والعشرين.
وكما اختتم مؤتمر كوب 28 بوثيقة تاريخية تشكل خارطة طريق لمواجهة التغير المناخي، ها هو مؤتمر (MC13) يمضي على ذات النهج عبر “إعلان أبوظبي”، الذي اعتبره مراقبين اقتصاديين بأنه وثيقة تاريخية كونها تتضمن اتفاقيات وقرارات تجارية هامة من شأنها توسعة نطاق ومزايا النظام التجاري العالمي لتشمل العديد من دول العالم.
وفي هذا السياق أشاد وزير الدولة للتجارة الخارجية في الإمارات ورئيس المؤتمر الوزاري(MC13) الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، بــــ “إعلان أبوظبي”، وقال الزيودي: “تعد مخرجات مؤتمر(MC13) أساساً مهماً للبناء عليه لإعادة تشكيل مستقبل التجارة العالمية لتكون أكثر كفاءة في تحقيق أهداف التنمية حول العالم”. وأن “إعلان أبوظبي” يمثل شهادة صادقة على السعي والمكانة التي يواصل الأعضاء إيلاءها لمنظمة التجارة العالمية ودورها المركزي في تأمين نظام عالمي متناسق لقواعد التجارة. وأشار الزيودي ان الامارات ومن خلال “إعلان أبوظبي”، أكدت على قدرتها على حفظ وضمان النظام التجاري العالمي إنطلاقا من دوره كمحرك أساسي للنمو والتنمية لدول العالم.
من جانبها المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية الدكتورة نجوزي أوكونجو إيويالا قالت: “تظل المنظمة مصدراً للاستقرار والمرونة في خضم مشهد اقتصادي وجيوسياسي مشوب بالضبابية والصدمات الخارجية، وأن التجارة قوة مهمة لتحسين حياة الناس، ولمساعدة الشركات والدول على التكيف مع تأثير تلك الصدمات.
هذا وأتى إعلان أبوظبي ليعكس إجماع مجتمع التجارة العالمي على مجموعة من السياسات التجارية والتنموية الرئيسية، فقد اتفق الأعضاء على تنفيذ المعاملة الخاصة والتفضيلية التي من شأنها توفير الدعم للمنتجين في الدول الأقل نمواً كي تصل منتجاتهم بسلاسة إلى سلاسل التوريد العالمية. كما شهد مؤتمر(MC13) تحقيق تقدم في ما يخص تسوية المنازعات، كما وافق الأعضاء على تمديد الوقف الاختياري للرسوم الجمركية على الإشعارات الإلكترونية للمنتجات الرقمية لمدة عامين آخرين، وهذا وانضم عضوين جديدين إلى منظمة التجارة العالمية، حيث أصبحت جزر القمر وتيمور الشرقية العضوين رقم 165 و166 في المنظمة.
وعليه وبالنظر الى النتائج التي تمخض عنها مؤتمر (MC13) ، نصل الى نتيجة مؤداها ان البصمة الاماراتية ستكون ذات تأثير على التجارة ليس في المنطقة وإنما في العالم، وفق رؤية الشيخ محمد بن زايد الاستراتيجية للمضي بالامارات والعالم نحو المستقبل وإقتصاده المستدام.