بقلم خليل القاضي
عُقدت القمة العربية الطارئة في القاهرة في 4 مارس 2025، بمشاركة قادة الدول العربية، لبحث التطورات الأخيرة في القضية الفلسطينية، وخاصة الوضع في قطاع غزة. تمحورت القمة حول اعتماد خطة مصرية لإعادة إعمار غزة، ورفض المقترحات التي تتضمن تهجير سكانها.
هذا وخرجت القمة بالعديد من المخرجات، كان أبرزها:
• اعتماد الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة: أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اعتماد القمة لخطة مصر لإعادة إعمار القطاع، والتي تهدف إلى إعادة بناء ما دمرته الحرب الإسرائيلية على مدار 15 شهرًا، مع التأكيد على بقاء الفلسطينيين في أرضهم وعدم تهجيرهم.
• رفض المقترحات البديلة: أكد القادة العرب رفضهم للمقترحات التي تتضمن تهجير سكان غزة وإعادة تطويرها كمنطقة سياحية، مشددين على ضرورة الحفاظ على الهوية الفلسطينية للقطاع.
هذا، ويؤكد مراقبون أن السعودية لعبت دورًا محوريًا في دعم الخطة المصرية، حيث أكدت ضرورة تعزيز التضامن العربي ودعم القضية الفلسطينية. جاء الموقف السعودي متسقًا مع الجهود المصرية، مما يعكس التزام المملكة بدعم الاستقرار في المنطقة وحماية حقوق الشعب الفلسطيني.
وعلى الصعيد الدولي، أعلنت كل من فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، والمملكة المتحدة دعمها للخطة العربية لإعادة إعمار غزة، مؤكدة ضرورة تحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين دون تهجيرهم. في حين رفضت كل من الولايات المتحدة وإسرائيل الخطة المصرية، حيث اعتبرتها غير واقعية نظرًا للأوضاع الحالية في غزة. واقترحت الإدارة الأمريكية خطة بديلة تتضمن تهجير سكان القطاع وإعادة تطويره، وهو ما قوبل برفض عربي واسع.
وفي هذا السياق، يمكننا القول إن مخرجات القمة العربية في القاهرة عكست وحدة الصف العربي في مواجهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية. اعتماد الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة يعكس التزام الدول العربية بدعم الشعب الفلسطيني والحفاظ على حقوقه المشروعة.
وإن الدور السعودي البارز في دعم الخطة المصرية يعزز من فعالية الجهود العربية المشتركة، ويؤكد أهمية التنسيق والتعاون بين الدول العربية لمواجهة التحديات الإقليمية. وعلى الرغم من التباين في المواقف الدولية، فإن الدعم الأوروبي للخطة العربية يعكس تفهمًا لأهمية تحسين الأوضاع في غزة دون المساس بحقوق سكانها. في المقابل، يُظهر الرفض الأمريكي والإسرائيلي للخطة الحاجة إلى مزيد من الجهود الدبلوماسية لإيجاد حلول تتوافق مع الحقوق الفلسطينية وتحقق الاستقرار في المنطقة.
وعليه، تمثل القمة العربية في القاهرة خطوة مهمة نحو تعزيز التضامن العربي ودعم القضية الفلسطينية. اعتماد الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة ورفض مقترحات التهجير يعكسان التزام الدول العربية بحماية حقوق الشعب الفلسطيني. يلعب التنسيق بين الدول العربية، وخاصة الدور السعودي، دورًا محوريًا في تعزيز هذه الجهود وتحقيق الأهداف المشتركة.