بقلم: ماريا معلوف
من يراقب حركة الدبلوماسية الاماراتية يخلص الى نتيجة أنه أمام خلية نحل لا تكل ولاتمل، من تحقيق الانجازات دون التلهي، بكثر الكلام فهي دبلوماسية أفعال لا أقوال، فالقيادة الاماراتية ترفع شعار أفعالنا تعبر عنا، لا التصريحات الاعلامية فقط، وكيف لا تكون وهاهي تستضيف القمة العالمية للحكومات ، في اطار استشراف قيادة المستقبل ، كما أنها تتحضرالى إستضافة قمة مؤتمر دول الاطراف للمناخ (COP28)، من أجل وضع الحلول لأزمة التغير المناخي الذي يؤرق دول العالم وعلى رأسهم الاتحاد الاوروبي، التي حرصت الامارات ومنذ قيامها على أيدي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، على إقامة أفضل العلاقات مع دول الاتحاد الاوروبي بشكل منفرد ومع الاتحاد الاوروبي كتجمع سياسي دولي، وذلك في إطار استراتيجية السياسة الخارجية الاماراتية النشطة، والتي تعمل على تعزيز الروابط مع مختلف دول العالم على أسس الندية والمساواة، بما يعزز مكانة الامارات ويخدم مصالحها القومية والوطنية، إضافة إلى ترسيخ مكانتها وحضورها إقليمياً ودولياً، ونجحت الإمارات في تحقيق التوازن بين الشرق والغرب الأوروبي، مستندة إلى رؤية الاعتدال التي تنتهجها الدبلوماسية لا سيما في ظل قيادة رئيس الامارات الشيخ محمد بن زايد، ورؤيته الاستشرافية في بناء العلاقات مع الدول والكيانات السياسية ، وفي مقدمة تلك الكيانات الاتحاد الاوروبي الذي أختار أبوظبي قبل سنوات لإفتتاح مقر رئيسي له في الامارات نظراً لما تشكله أبوظبي من نقطة ارتكاز في السياسة الاقليمية والدولية ، فالامارات هي الشريك الاستراتيجي للاتحاد الاوربي والداعم الرئيسي لتوجهاته في ارساء السلام والامن ،وكيف لا تكون الامارات كذلك وهي صاحبة اليد البيضاء والبصمة الراسخة في حل أي أزمة، وهنا يحضرني دورها في الايام والاسابيع الاخيرة في نجاح أكثر من وساطة ومنها الافراج عن اسرى أوكرانيين لدى موسكو، فهي سدت الابواب وقطعت الاتصالات برزت الامارات بدبلوماسيتها المستندة الى قيادتها، ونجحت في الوساطة، حتى أنها طرحت استضافة مفاوضات وحوار بين روسيا وأوكرانيا من أجل انهاء الحرب التي لم تنهك روسيا وأوكرانيا فقط وإنما ارخت بأثقالها وأوزارها على أوروبا واتحادها.
وذلك انطلاقاً من أن العنوان الأساسي لحركة الدبلوماسية الإماراتية على الساحتين الإقليمية والدولية، هو أن السياسة الخارجية هي في خدمة قضايا التنمية المشتركة، من هنا برز التعاون الاماراتي الاوروبي ليرسخ علاقة مستدامة بينهما، وفي هذا الشأن تقول فيدريكا موغيريني الممثلة العليا لسياسة الأمن والشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي ونائب رئيس المفوضية الأوروبية سابقاً أكدت أن العلاقات بين الإمارات والاتحاد الأوروبي شهدت تطورًا وازدهارًا ملحوظين، وقالت موغيريني: أن الإمارات تعتبر جسرًا يربط بين أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا، ولهذا يساهم التعاون الوثيق بين الإمارات والاتحاد الأوروبي في تمهيد الطريق لتعاون اقتصادي أفضل وأشمل بين هاتين المنطقتين المهمتين وتعزيز تدفق الاستثمارات وتحسين العلاقات التجارية.
وكيف لا يكون ذك والمعلومات والارقام تشير الى مكانة الامارات واهميتها الاستراتيجية لدى الاتحاد الأوروبي حيث ان أبوظبي هي الاولى في منطقة الشرق الادنى التي تتمتع بنظام اعفاء من تأشيرة الدخول الى كافة دول الاتحاد، كما ان الامارات تشكل عامل استقرار للاستثمارات الناجحة عموما وللأوروبية على وجه التحديد لذا هي مركز رئيسي لأكثر من 40 الف شركة من الاتحاد الاوروبي، وهي بحكم موقعها لتلاقي الحضارات والتقاء الشرق والغرب، نرى من يقطن فيها لا يشعر بالغربة ولا بالغرابة ما دفع اكثر من 160 الف مواطن اوروبي مكان اقامة دائمة لشعورهم بالامن والامان المفقود في العديد من دول اوروبا، ولا يغيب عن ذهننا أن الامارات تتصدر قائمة اكبر وجهات للصادرات الاوروبية، ونخلص الى القول ان الامارات هي شريك استراتيجي للاتحاد الاوروبي والعلاقة بينهما مستدامة.